تفيد الأنباء الواردة من مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا، بأن إدارة المخيم تعتزم إجراء تجربة جديدة تهدف إلى إعادة تأهيل أطفال تنظيم داعش، بالتزامن مع التحذيرات من خطر الأطفال مستقبلاً.
وحسب التقارير الغربية، فإن التجربة الجديدة تهدف إلى إخراج أطفال داعش من “الفكر المتطرف”، من خلال إبعادهم عن عائلاتهم لفترات طويلة.
وتأتي تلك التجربة بالتزامن مع التحذيرات بأنه “إذا بقي هؤلاء الأطفال في المخيم، فسيؤدي ذلك إلى ظهور جيل جديد من المتطرفين الذين قد يكونوا أكثر تعصبًا من أولئك الذين كانوا من قبل”.
وأواخر العام الماضي، افتتحت قسد مركزاً لإعادة التأهيل، يؤوي عشرات الأولاد الصغار الذين أخذوا من الهول، والذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 18 عامًا، ويمثلون حوالي 15 جنسية مختلفة.
وقلل مراقبون من أبناء المنطقة من مدى فعالية هذه التجربة، حيث قال علي تمي المحلل السياسي والناطق باسم تيار المستقبل الكردي لمنصة SY24، إن “هذه التجربة لن تنجح، فأي حلول جزئية لن تؤدي إلى نتائج ملموسة على الأرض”.
ورأى أن التعامل مع مخيم الهول يجب أن يكون نحو رؤية استراتيجية شاملة، بمعنى إخراج الأطفال من المخيم.
وأشار إلى أنه مع استمرار حالات الخطف والسرقات والفوضى لن تحل المشكلة، وبالتالي واشنطن أمام تحديات كبيرة في شرق الفرات، ويجب البدء في إيجاد حلول سريعة وتكون شاملة للمنطقة من خلال عقد مؤتمر وطني شامل يتشارك فيه جميع المكونات، ودعم البنية التحتية في المنطقة.
وأكد أن ما تم ذكره هو السبيل الوحيد لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، أما الحلول الجزئية لن تؤدي إلى نتائج بل تعقد المشهد وتساهم في إطالة عمر الصراع في سوريا، وفق وجهة نظره.
وحسب تقارير غربية، فإن جميع القاطنين في الهول يحتاجون لإعادة تأهيل وخصوصاً أن غالبيتهم “باتوا ذو طبيعة عدائية وحادة” ومن الصعب التفاهم أو التعامل معهم وهم في هذه البيئة التي يجتمعون فيها.
وركّزت التقارير على الأطفال في المخيم، مبينة أنه ليس لديهم الكثير ليفعلوه، كما أن فرصتهم في تلقي التعليم ضئيلة.
ووسط كل ذلك، أطلقت إدارة المخيم تحذيرات من أن هؤلاء الأطفال بمجرد بلوغهم سن الثانية عشرة يمكن أن يصبحوا خطرين ويمكن أن يقتلوا ويضربوا الآخرين، وفق تعبيرها.
ورأت الإدارة أن الحل الوحيد لمنع خطر الأطفال هو “وضعهم في مراكز إعادة التأهيل وإبعادهم عن الأيديولوجية المتطرفة التي تحملها أمهاتهم”.
من جانبه، قال “عبد المنعم الشمالي” وهو أحد أبناء منطقة منبج بريف حلب لمنصة SY24، إنه “بشكل عام الطفل يستقبل الكثير من المعلومات وفي حال كانت تلك البرامج مخصصة بهذا الجانب لإبعاد الأطفال عن أي فكر متطرف، ولكن يجب الإسراع في إخلاء هؤلاء الأطفال من المخيمات ودمجهم في مجتمعاتهم الأصلية، فبقاءهم خارج تلك المجتمعات وبين تلك الخيام وعدم اختلاطهم بثقافات مجتمعية، سيكون هنالك تدمير لمستقبلهم وقد يكونوا في الطريق الأسرع إلى التطرف ومن ثم طريق الإرهاب”.
ورغم تلك التجربة “إعادة تأهيل أطفال داعش”، فإن منظمة “هيومن رايتس ووتش” ترى أن الأمر هو عبارة عن “احتجاز إلى أجل غير مسمى دون توجيه تهم بحق الأطفال، الذين هم أنفسهم ضحايا داعش”.
وحذّرت من أن “الإبعاد عن الأسرة قد يتسبب للأطفال في مزيد من الصدمة”، في حين ترى وكالات إنسانية أن الحل الحقيقي الوحيد هو أن تستعيد البلدان الأصلية مواطنيها (نساء وأطفال).