تسعى هيئة تحرير الشام جاهدة لتلميع صورتها في مناطق سيطرتها شمالي سوريا، برغم كل الانتهاكات والتجاوزات التي ترتكبها بحق النشطاء والإعلاميين، بحسب مصادر محلية.
ويقلل كثيرون من مدى فعالية هذه المحاولات أو نجاحها، نظراً لحالة عدم القبول “الضمني” لدى كثيرين للهيئة، ورفضهم الإفصاح عن تلك الرغبة بسبب الخوف من القبضة الأمنية للهيئة.
ويرى عدد من الرافضين لممارسات الهيئة، أن جهاز الهيئة “المخابراتي” له دور كبير في ممارسة الانتهاكات، وبالتالي من الطبيعي أن تستمر حالة الرفض للهيئة وعدم تقبلها شعبياً، رغم كل محاولاتها التي يمكن وصفها بـ “الفاشلة” لتلميع صورتها، حسب وصفهم.
وحول ذلك، قال ناشط من أبناء منطقة الشمال لمنصة SY24، “لا أعتقد بأن الهيئة ستنجح في محاولة تلميع صورتها لأسباب متعددة منها: أن الهيئة اليوم أصبحت براغماتية في تعاطيها مع المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية، والغالبية العظمى من العاملين في صفوفها يغلب عليهم السبب المادي لا أكثر والمرتبات الشهرية المقدمة لهم وعدم وجود البديل، هي من أبرز وسائل الضغط الممارسة ضدهم”.
وأشار إلى أن حالة التململ باتت واضحة خاصة بعد سلوكياتها الأخيرة لا سيما متغيرات موقفها من الأكراد من اعتبارهم مظلومين، ومحاولتهم الاستيلاء على مناطق جغرافية في منطقة عمليات غصن الزيتون تحت بند نصرة المظلومين، الذين كانت تعتبرهم وفق بياناتها التي كانت تنشر قبل سنة، وإعلان مناصرتهم من قبل زعيم تنظيم الهيئة وتصوير المشهد وتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي على أن مواقفهم اختلفت وأنهم باتوا قادرين على جر عناصرهم إلى المربعات التي يرغبون فيها، تحت شعارات محاكاة السياسة الشرعية وأهمية الضرورات التي تتيح لهم بعض المحظورات، وأهمية بقاء مشروعهم المهيمن أهم من التمسك بشعاراتهم المرحلية، والتي باتت مكشوفة للقاصي والداني بأنهم يبحثون عن السلطة بوسائل وشعارات ربما ينظر لها مُنظري الحركات الجهادية بأنهم باتوا براغماتيين ولم يعودوا مجاهدين، وظهر ذلك على لسان أبو ماريا القحطاني من خلال حديثه مع الصحفي الفرنسي بأن الجهاد في سوريا قد انتهى.
واعتبر أن ذلك يعني بأن شعاراتهم السابقة الغاية منها الوصول إلى السلطة بوسائل شرعية أو غير شرعية وفق العقائد التي تخرجوا منها، سواء في مدرسة أفغانستان أو العراق، وبالتالي مسار الهيئة اليوم يندرج ضمن محاكاة الواقع لبقائهم أطول فترة ممكنة”.
وفي ذات السياق، تتحدث المصادر الأهلية المتطابقة في الشمال السوري، عن تواصل المظاهرات والفعاليات الشعبية الرافضة لممارسات مخابرات هيئة تحرير الشام في منطقة إدلب وريف حلب، عقب حملة مداهمات واعتقالات واسعة قامت بها مخابرات الهيئة والتي طالت العشرات.
ويحاول “الذباب الإلكتروني” التابع للهيئة بالترويج الإعلامي لها على منصات التواصل الاجتماعي، لإيهام سكان إدلب والشمال، بأنها الأمل الوحيد المتبقي لهم، في ظل حالة عدم الاستقرار والتطورات المتلاحقة التي يشهدها ملف القضية السورية منذ 12 عاما.