أعلنت لجنة الصحة التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، أعلنت عن ضبط كميات وصفتها بـ “الكبيرة” من الأدوية منتهية الصلاحية في عدد من صيدليات ومشافي ريف ديرالزور الشرقي، وذلك بعد ورود شكاوى عديدة عن تداول مثل هذه الأدوية بين المواطنين وتعرض البعض منهم لـ “آثار جانبية سلبية”.
وقالت “لجنة الصحة”: إن الصيدليات المخالفة تركزت في عدد من مدن ريف ديرالزور الشرقي الرئيسية مثل البصيرة وهجين والشحيل، حيث فرضت مخالفات وغرامات مالية عليها وهددت أصحابها بإغلاقها بالكامل مع سحب رخص العمل منهم وتحميلهم مسؤولية الأمراض التي تصيب المواطنين جراء تناول مثل هذه الأدوية.
أصحاب الصيدليات في ريف ديرالزور الشرقي حملوا لجنة الصحة ذاتها مسؤولية دخول الأدوية منتهية الصلاحية إلى مناطق شمال شرق سوريا، وذلك كون معظم هذه الأدوية تدخل بشكل نظامي عبر المعابر البرية التي تديرها “قسد” مع مناطق النظام، بالإضافة إلى بعض أنواع الأدوية القادمة من إقليم كردستان العراق عبر معبر سيمالكا، والتي تخضع جميعها للرقابة الدوائية من قبل لجنة الصحة ولجنة التموين التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.
في حين بعض أصحاب الصيدليات، إلى أن معظم الأدوية غير مطابقة للمواصفات الدولية ومنتهية الصلاحية قادمة من مناطق النظام وعبر معابر التهريب النهرية غير الشرعية والتي تديرها الميليشيات الإيرانية وبعض المهربين القربين من قيادات “قسد”، ناهيك عن قيام هذه الميليشيات بضخ كميات كبيرة من الأدوية إيرانية المنشأ ومجهولة التركيب والصلاحية في المنطقة وبيعها بسعر مخفض للمواطنين دون التأكد من فعاليتها أو الأضرار الجانبية الناجمة عنها.
“راغب العلي”، من أبناء مدينة ديرالزور ويعمل في إحدى صيدليات ريف ديرالزور، قال: إن الأهالي يضطرون لشراء كميات كبيرة من الأدوية قريبة انتهاء الصلاحية بسبب قيام “أصحاب المستودعات بإرفاقها إلى جانب الطلبيات من الأدوية النظامية التي يتم شراءها منهم وإجبار أصحاب الصيدليات على أخذها أو حرمانهم من حصصهم الدوائية”، على حد قوله.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 في المنطقة قال: إن “الأدوية الإيرانية التي غزت المنطقة خلال السنوات الماضية، تعد الأكثر خطورة على صحة المواطنين، حيث تباع بأسعار أرخص من نظيراتها من الأدوية المحلية والأجنبية”، مشيرا إلى أنها “متوفرة بشكل دائم مع استمرار عمل المعابر النهرية غير الشرعية”.
وأضاف أن “هناك لوم كبير يقع على الصيادلة في هذا الموضوع ولكن اللوم الأكبر يقع على الإدارة الذاتية التي أهملت هذا الموضوع الحساس ولم تتخذ أي خطوات من جانبها للقضاء على هذه الظاهرة التي تهدد حياة المواطنين وخاصةً الأطفال، كما أنها تضر الاقتصاد المحلية بسبب إدخال أدوية بطريقة غير نظامية عبر المعابر النهرية غير الشرعية ودون تحصيل أي ضرائب منها”.
وفي سياق منفصل، قالت مصادر طبية داخل مشفى الأسد الواقعة ضمن مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية والروسية بمدينة ديرالزور، أن أكثر من 20 طفل وصلوا إلى المشفى خلال الـ 24 ساعة الماضية بسبب إصابتهم بإعياء شديد وإسهال وارتفاع كبير في درجات الحرارة، وسط شكوك عن تعرضهم للتسمم جراء تناول بعض المواد الغذائية منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستعمال البشري، والتي انتشرت داخل المدينة مؤخراً وتسببت في العديد من حالات التسمم وبالذات بين الأطفال.
وكانت لجنة الصحة التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في مدينة الرقة قد أكدت، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، تعرض أكثر من 35 طفل في المدينة للتسمم جراء تناولهم نوع من الحلويات المعلبة القادمة من مناطق سيطرة قوات النظام بطريقة غير شرعية، وسط دعوات محلية لإيقاف استيراد المواد الغذائية والسلع الطبية والدوائية من تلك المناطق وتشديد الرقابة عليها، وتسيير دوريات تموينية بشكل مستمر داخل الأسواق والمراكز الطبية منعاً لتداول مثل هذه السلع والأدوية التي تشكل خطراً على حياة الأهالي في مناطق شمال شرق سوريا.