قتل أربعة عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” وأصيب آخران بجروح جراء استهدافهم من قبل “مجموعة مجهولة الهوية” في منطقة كراتشوك في محيط مدينة المالكية بريف الحسكة الشمالي، في هجوم هو الأول من نوعه في المنطقة منذ سنوات، الأمر الذي دفع “قسد” لاستنفار عناصرها وفرض طوق أمني حول المنطقة وتشديد الرقابة على حركة السيارات والمشاة مع حملة تفتيش دقيق وواسعة.
وبحسب شهود عيان من المنطقة، فإن “المجموعة المسلحة” قامت باستهداف سيارة يستقلها عناصر من “قسد” على الطريق الواصل بين مدينة المالكية ومدينة القامشلي، مستخدمين الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية ، ما أدى إلى مقتل أربع عناصر على الفور وإصابة آخران بجرح متوسطة تم نقلهم بشكل مباشر إلى مشفى المالكية لتلقي العلاج، فيما استطاع أفراد المجموعة المهاجمة الانسحاب من المكان على دراجات نارية لا تحمل أي أرقام تسجيل.
مراسلة منصة SY24 في الحسكة قالت إن الهجوم الذي استهدف عناصر “قسد” في المالكية تقف وراءه” مجموعة ترتبط بشكل مباشر مع ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام في مدينة القامشلي”، وذلك إثر خلاف دار بين أفراد المجموعتين على عمليات تهريب المخدرات والبشر بالقرب من الحدود السورية التركية.
وكشفت المراسلة، نقلاً عن مصادر متقاطعة، عن ارتفاع وتيرة الخلاف بين مجموعات مسلحة تسيطر على طرق التهريب في شمال شرق سوريا مرتبطة بميليشيا الدفاع الوطني، وبين مجموعات عسكرية تابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” التي تسيطر بشكل شبه كامل على المنطقة الحدودية سواءً مع تركيا أو مع مناطق سيطرة المعارضة السورية في منطقة رأس العين.
حيث تقوم هذه المجموعات بنقل المدنيين عبر الحدود بالتعاون مع مهربين على الطرف المقابل من الحدود التركية مقابل مبالغ مالية خيالية تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 2000 دولار أمريكي للشخص الواحد، بالإضافة إلى تورط ذات المجموعات بعمليات نقل وتهريب المخدرات والحبوب المخدرة من مناطق النظام إلى مناطق “قسد” ومنها إلى تركيا أو مناطق سيطرة المعارضة السورية وأيضاً إلى إقليم كردستان العراق.
في الوقت الذي تحاول فيه ميليشيا الدفاع الوطني السيطرة على عمليات التهريب بشكل كامل عبر تجنيد العديد من أبناء المناطق الحدودية لصالحها ودفع رواتب شهرية لهم مقابل العمل لصالحهم، الأمر الذي دفع “قسد” لإطلاق العديد من الحملات الأمنية ضدهم واعتقال عدد كبير منهم بتهمة التهريب، وسط توتر كبير يسود المنطقة وتخوف من تطور الأحداث لتتحول إلى اشتباكات مسلحة وعمليات اختطاف واغتيال متبادل بين الطرفين.
ويشار إلى تورط مجموعات وعناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” في عمليات تهريب واسعة للبشر والمواد الممنوعة في جميع النقاط الحدودية والحواجز التي تفصل مناطق سيطرتها عن مناطق سيطرة النظام والمعارضة السورية والدول المحيطة بها، وذلك عبر قيامها بتسهيل عمليات التهريب عند المعابر النهرية غير الشرعية في ريف ديرالزور الشرقي والغربي وأيضاً عبر المعابر البرية مع النظام في ريف الرقة، ناهيك عن بقية المعابر مع مناطق سيطرة المعارضة السورية والتي تنشط في نقل المدنيين الراغبين بالسفر إلى تركيا عبرها.