حذرت صحيفة “البعث” الموالية للنظام السوري، من تحول البلاد إلى دولة “عجوز” نتيجة استمرار هجرة الكفاءات الشابة إلى خارج البلاد.
وقالت الصحيفة في تقرير إن نسبة الشباب انخفضت بشكل كبير بعد أن كانت تتجاوز 60% من مجمل السكان في سوريا، داعية إلى إيجاد حلول ملائمة للحد من الهجرة.
وقالت الصحيفة، إن الدول الأوروبية تتغنى اليوم بالكفاءات والخبرات السورية على أنها أفضل استثمار حصلت عليه خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرة في هذا الإطار إلى تجنيس 48 ألف سوري في ألمانيا خلال عام 2022.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الجامعة الافتراضية السورية خليل عجمي، أن معظم السوريين المجنسين في ألمانيا هم من أصحاب الخبرات والكفاءات والمهارات الذين “تعلموا وتدربوا في سوريا بكلف عالية تحملتها الدولة، وحصلت عليهم اليوم ألمانيا مجاناً”.
واعتبر عجمي، أن تصدير الكفاءات والقوة البشرية “هو أسوأ أنواع التصدير، كونه يحول سوريا إلى بلد ذات اقتصاد ضعيف قائم على المعونات الخارجية، حتى لو كانت من أبنائها”.
بدورها، رأت المتخصصة بالتخطيط التربوي نسرين موشلي، أن سوء التخطيط في إدارة الموارد البشرية هو السبب الأول في دفع الكوادر والكفاءات الشابة والخبيرة إلى الهجرة.
وفي وقت سابق حذرت رابطة حقوقية من استمرار هجرة السوريين عبر قوارب الموت إلى أوروبا، لافتة إلى أن تطبيع العلاقات مع النظام السوري لن يحد من تلك الهجرة، بل سيؤدي إلى تزايد وتيرتها مستقبلاً.
وأوضحت الرابطة الحقوقية أن عبور اللاجئين السوريين بقوارب الموت من تركيا إلى اليونان لا يزال مستمراً، معتبرة أنه لا يوجد حل لهذه الأزمة سوى الوصول إلى حل سياسي يضمن بيئة آمنة للعودة الطوعية الكريمة للنازحين واللاجئين السوريين.
وأشارت، إلى أن الواقع القاسي الذي يعيشه السوريون في مناطق سيطرة الأسد، أجبر السوريين على اختيار قوارب الموت هرباً من آلة القتل والاضطهاد والاعتقال وسلطة المليشيات الإيرانية، وسعياً لحماية أطفالهم وإعطائهم فرصة للحياة بعيداً عن عصابات الكبتاغون.
ومؤخراً، أعلنت بريطانيا عن موقفها الرافض لإعادة أي لاجئ سوري إلى مناطق سيطرة النظام في سوريا، الأمر الذي أثار ردود فعل مرحبة بهذا الموقف من قبل جهات حقوقية وإنسانية مهتمة بملف القضية السورية من جانب إنساني.