اندلع حريق وصف بـ “الضخم” في إحدى الأراضي الزراعية المتواجدة في قرية “العبد” بريف ديرالزور الشرقي، ما تسبب باحتراق أكثر من 100 دونم من محصول القمح، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة في بعض الممتلكات الشخصية للمزارعين، قبل أن تتمكن فرق الإطفاء التابعة للنظام بديرالزور من إخماده، وذلك بعد أكثر من 3 ساعات على اندلاعه.
ويأتي هذا الحريق ضمن سلسلة من الحرائق التي تعرضت لها الأراضي المزروعة بالقمح والشعير في مناطق سيطرة النظام بريف ديرالزور الشرقي والغربي، والتي تسببت إلى الآن باحتراق آلاف الدونمات وتضرر عشرات المدنيين وتعرضهم لخسائر مادية كبيرة نتيجة تلك الحرائق.
أهالي قرية “العبد” بريف ديرالزور الشرقي، أكدوا أن الأرض الزراعية التي تعرضت للاحتراق تعود ملكيتها إلى أحد المدنيين المهجرين خارج مناطق النظام، وتم الاستيلاء عليها من قبل أحد المنتسبين للميليشيات الإيرانية منذ عام 2017، مع استمرار رفضه إعادة الأرض إلى أصحابها وتهديدهم إياهم بالقتل أو اعتقال أقاربه المتواجدين في مناطق النظام في حال عودته إلى القرية أو محاولة بيعها عبر الوكالة.
وبحسب ما نقله مراسل SY24 عن مصادر خاصة، فإن أصابع الاتهام توجهت صوب ميليشيا الدفاع الوطني وميليشيا لواء القدس الفلسطيني الموالية لروسيا والذين يرفضان تواجد الميليشيات الإيرانية في المنطقة، ويحاولان بشتى الطرق تضييق الخناق عليها بغرض طردها من الريف والسيطرة على جميع الأراضي الزراعية التي استولت عليها سابقاً من أجل تحصيل أكبر قدر ممكن من الأرباح المادية والنفوذ على الأرض.
وقال مراسلنا إن “عناصر ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة ديرالزور أعاقوا مرور عربات الإطفاء الذاهبة لإخماد الحرائق عبر السير أمامها ببطئ وإيقافها عدة مرات في الطريق والسؤال عن هوية سائقها، وغيرها من الممارسات التي قام بها عناصر الميليشيا بغرض تأخير وصولها إلى مكان الحريق، الأمر الذي تسبب بامتداد النيران إلى جميع الأراضي الزراعية الواقعة على بعد 2 كم من أحد أكبر مقرات ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في القرية”.
حرب الحرائق التي اندلعت بين الميليشيات المسلحة الموالية للنظام في ديرالزور باتت تشكل خطراً كبيراً على المواطنين والمزارعين على حد سواء، بسبب تخوفهم من قيام عناصر الميليشيات بإحراق أراضيهم بشكل متعمد بغرض التمويه على أنفسهم، أو عن طريق الخطأ كونهم لا يعلمون لمن تعود الأراضي الزراعية في جميع قرى وبلدات ريف ديرالزور، ما شكل هاجساً كبيراً لدى الفلاحين دفع البعض منهم للمبيت في أرضه بهدف حراستها.
حيث أكد “أبو حامد”، وهو مزارع من أبناء قرية “عياش” بريف ديرالزور الغربي، أنه بات يعيش في أرضه الزراعية منذ قرابة شهر مع اثنين من أبنائه وذلك خوفاً من اندلاع أي حريق فيها عقب تجدد حرب الحرائق بين الميليشيات المسلحة المنتشرة في المنطقة، وتخوفه من خسارة محصوله الذي دفع قيمة زراعته بالدين.
وأفاد في حديثه مع SY24، بأنه “في كل عام تبدأ حرائق الأراضي الزراعية في المنطقة دون أي سبب مباشر لها ولا يوجد متهم سوى عناصر الميليشيات المسلحة، الذين يسعون إلى السيطرة على جميع الأراضي الزراعي وابتزاز الفلاحين لتحصيل الأموال منهم، على غرار ما يفعله عناصر تنظيم داعش في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ولهذا فالبعض يضطر لأن يدفع والبعض يذهب لحراسة أرضه بنفسه كما فعلت أنا”.
وكانت عملية زراعة القمح وحصاده في مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية في ديرالزور، قد شهدت خلال السنوات الماضية صعوبات عديدة تواجه الفلاحين والمزارعين تمثلت بارتفاع أسعار البذار والسماد ومستلزمات الزراعة ناهيك عن انعدام المحروقات اللازمة لتشغيل مضخات المياه وانخفاض معدلات الأمطار، وغيرها من المشاكل التي تسببت بخسائر مادية كبيرة للفلاحين دفعت البعض منهم إلى العزوف عن زراعة القمح والاتجاه لزراعة الخضروات التي لا تحتاج كميات كبيرة من المياه أو التكاليف.