أصدرت جامعة دمشق التابعة لحكومة النظام قراراً يقضي بمعاقبة عدد من طلابها وطالباتها بالفصل المؤقت أو النهائي أو بعقوبات إدارية أخرى، وذلك بعد توجيهه انتقادات وصفت بـ “اللاذعة” لإدارة الجامعة والموظفين العاملين فيها بسبب تجاوزات كبيرة يتم ارتكابها داخل الحرم الجامعي وتؤثر بشكل مباشر على سير العملية التدريسية فيها، ما قد يهدد عدد كبير من الطلاب من حرمانهم من تقديم امتحاناتهم النهائية او تمنع البعض منه التخرج بشكل نهائي من كلياتهم.
الانتقادات التي وجهها الطلاب والطالبات كانت تتم عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، أو عبر تعليقات وصفتها الإدارة ب”المسيئة” على الحسابات الرسمية الخاصة بالجامعة والكليات التابعة لها أو على منشورات تتعلق بالفساد المستشري داخل أروقتها.
وأكد مراسل SY24 في دمشق، أن جميع جامعات وكليات ومعاهد النظام تعاني من “فساد إداري كبير” تمثل في التمييز بالمعاملة بين الطلاب العاديين وأبناء الضباط والمسؤولين وقادة الميليشيات المسلحة وغيرهم من الشخصيات المحسوبة على النظام، حيث يتم تقديم لهم تسهيلات كبيرة ويسمح لهم بارتكاب المخالفات داخل أروقة الجامعة دون أن يتم محاسبتهم أو توجيه أي إنذار لهم.
المراسل أشار إلى انتشار ظاهرة فساد مدرسي وأساتذة جامعة دمشق عبر استغلال مناصبهم وابتزاز الطلاب والطالبات مادياً ومعنوياً والتحرش بهم “جنسياً” مقابل زيادة علاماتهم في الامتحانات وضمان نجاحهم فيها، الأمر الذي تسبب بضغوط نفسية كبيرة على الطلبة الذين لا يجدون حلاً سوى الموافقة على طلبات الأساتذة بهدف الانتهاء من الدراسة في أسرع وقت ممكن.
“مازن”، اسم مستعار لأحد طلاب كلية هندسة المعلوماتية في جامعة دمشق، أشار إلى “قيام إدارة الجامعة بتهديد عدد من طلابها بالفصل بشكل نهائي من الجامعة أو حرمانهم دورتين امتحانية، وذلك بسبب تعليقات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا فيها الفوضى والفساد داخل أروقة الجامعات”، على حد قوله.
وقال في حديثه مع منصة SY24، إن “الفساد والمحسوبية داخل الجامعة زادت عن حدها بسبب قيام الأساتذة وإدارتها بتمييز أنباء المسؤولين عن بقية الطلاب والسماح لهم بتجاوز القانون وانتهاك الحرم الجامعي في أكثر من مناسبة وبشكل علني دون محاسبة، بينما يتم محاسبة الطلاب العاديين على أقل كلمة يقولونها على الفيسبوك وتويتر”.
وأضاف أن “إدارة الجامعة أعطت إنذارات ل 15 طالباً بسبب تعليقاتهم على منشورات لها أو كتابة منشورات على فيسبوك، بينهم بعض الطلبة المتفوقين الذين قد تتأثر معدلاتهم بسبب هذه العقوبات، حيث طالبتهم بحذف حساباتهم الرسمية وعدم القيام بأي نشاط على حسابات الجامعة أو الأساتذة العاملين فيها مقابل عدم فصلهم من الجامعة”.
ويذكر أن فساد العملية التعليمية في مناطق سيطرة النظام بات يظهر على العلن مع انتشار مقاطع فيديو لعدد من أساتذة الجامعات وموظفيها أثناء قيامهم بـ “ابتزاز الطلاب والطالبات مقابل زيادة علامتهم أو عدم حرمانهم من التخرج”، مع استمرار إدارة الجامعات بتجاهل تلك الممارسات التي وصفها الأهالي بـ “المسيئة للعملية التعليمية”.
