تعرضت مداجن قرى وبلدات ريف الرقة إلى موجة غير مسبوقة من مرض “نيوكاسل” أو المعروف باسم طاعون الدجاج، والذي تسبب بنفوق أكثر من 80 ألف دجاجة وإصابة الآلاف بهذا المرض وسط مناشدات من أصحاب الدواجن بضرورة التدخل العاجل وتقديم الأدوية المناسبة لمنع انتشار الفيروس إلى بقية الدواجن.
مصادر داخل مكتب الثروة الحيوانية في “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، قالت إن “المرض تسبب حتى الآن بخسائر فادحة في قطاع الدواجن في الرقة بلغت أكثر من نصف مليون دولار أمريكي، ما عدا الكساد الذي ضرب السوق المحلية بعد اتجاه الأهالي إلى تجنب الدجاج وبقية الدواجن خوفا من انتقال العدوى إليهم”.
المصادر ذاتها أشارت إلى قيام المكتب بإصدار نشرات توعوية وتعريفية بالمرض مطالبين مربي الدواجن باتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية لمنع انتقال العدوى من الدجاج المصاب إلى السليم، وذلك عبر “إزالة الدجاج النافق من المداجن بشكل عاجل وحرقها أو دفنها في مكان بعيد وتجنب رميها في الشارع لضمان عدم انتقال العدوى إلى طيور أخرى أو إلى الحيوانات الشاردة”.
فيما طالب المكتب مربو الدواجن بضرورة الاعتناء بمداجنهم وتنظيفها بشكل جيد وتوفير العلف المناسب والخالي من بعض أنواع الديدان والحشرات التي قد تكون السبب وراء انتقال المرض، ناهيك عن استبدال مياه الشرب الخاصة بها كل يوم وتنظيف أحواض الفضلات وغيرها من الإجراءات الوقائية الأساسية التي يجب اتباعها لضمان عدم انتقال العدوى إلى بقية الدجاج وتسببها بخسائر مادية كبيرة.
“مازن”، من سكان بلدة “السلحبية” في ريف الرقة، ذكر أن “الخسائر الناجمة عن نفوق الدجاج في مداجن المنطقة هائلة جداً وبالذات مع قيام عدد كبير من المربين ببيع مداجنهم بشكل كامل أو إغلاقها خوفاً من تراكم الديون عليهم، وخصوصاً بعد الركود الكبير الذي ضرب سوق الدجاج في المنطقة و عزوف الأهالي عن شرائها”, على حد وصفه.
وقال في حديثه مع مراسل SY24 في الرقة، إن “أكثر من 2000 دجاجة نفقت في المدجنة التي أعمل بها وهو رقم كبير جداً مقارنةً بحجم التكاليف المدفوعة لتربيتها ونقلها وأيضاً أسعار الأعلاف والأدوية والكهرباء وغيرها من المصاريف ومدخلات الإنتاج الباهظة، ما دفع البعض إلى بيع مداجنهم بنصف القيمة أو حتى إغلاقها بشكل كامل خوفاً من تراكم الديون عليهم”.
وأضاف أن “الإدارة الذاتية لم تقدم لنا أي دعم يذكر في مجابهة هذه الكارثة الحقيقية بل طالبت أصحاب المداجن باتخاذ إجراءات ذات تكاليف مرتفعة دون أن تقوم بمساعدتهم، ما شكل عبئاً كبيراً على المربين والأهالي والسوق المحلية، التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في الاسعار بالرغم من عزوف البعض عن شراء الدواجن خوفاً من انتقال العدوى إليهم”.
مرض “نيوكاسل” أو المعروف باسم “طاعون الدجاج” هو مرض فيروسي ينتشر في قطاع الدواجن المنزلية بشكل أساسي كالدجاج والحمام والأرانب وغيرها، وينتقل عن طريق الهواء أو المياه الملوثة أو الفضلات كما أن الطيور المهاجرة تعد من أحد أهم أسباب العدوى بهذا المرض، ولا يتم تشخيصه إلا بعد إجراء تحاليل معينة على الدجاج المصاب بسبب تشابه الأعراض بين هذا المرض وبين انفلونزا الطيور.