حذّرت تقارير مهتمة بتوثيق انتهاكات الميليشيات الإيرانية في سوريا، من خطوة ستؤدي إلى زيادة تغلغل الميليشيات وخاصة في مدينة حلب.
وذكرت التقارير أن ميليشيا “الحشد الشعبي” المدعومة من إيران، شيّدت 500 وحدة سكنية جاهزة بالقرب من مدينة حلب، وذلك عقب زلزال شباط/فبراير الماضي.
وأنذرت من أن تلك الوحدات السكنية ربما استخدمتها الميليشيات لإنشاء مساكن طويلة الأجل لقواتها.
وحول ذلك قال المحلل السياسي أحمد حسان لمنصة SY24، إن “هذه الإجراءات جزء من مشروع الحزام الشيعي الإيراني الذي تعمل عليه إيران في محيط المحافظات الكبيرة وبشكل خاص حلب ودمشق، حيث يتم العمل في هذا المشروع على مراحل وبعدة خطوات تستثمر الفرص الداخلية والخارجية، وشكل الزلزال واحد منها”.
وأشار إلى أن إيران خصصت موازنة لهذا المشروع تتجاوز 3 مليار دولار تحت اسم موازنة التطوير العقاري في سوريا، للدخول في نشاطات الحزام الشيعي للمرحلة الأولى، حسب تعبيره.
وحسب التقارير، بدأت الميليشيات المدعومة من إيران ببناء قاعدة عسكرية دائمة في جنوب دمشق في 17 مايو، حيث تضمن القواعد الإيرانية في حلب ودمشق ودير الزور قدرة إيران على نقل الأسلحة إلى شبكتها العميلة في سوريا.
وتشير مشاريع البنية التحتية الإيرانية الجارية، إلى أن قرار جامعة الدول العربية الذي يدين تسليح الميليشيات من غير المرجح أن يردع النشاط الإيراني في سوريا، حسب التقارير.
من جانبه، رأى المختص بالشأن الإيراني عمار جلو، لمنصة SY24، أن إيران تدرك أن أي تدخل عسكري في أي بقعة من الأرض هو تدخل مؤقت، ولو كان حاكم وسلطة، تستخلص ذلك من تجربتي الحكم الفاطمي في مصر والحكم الصفوي في إيران الحالية، ففي الوقت الذي زال الوجود الشيعي في مصر بزوال الأول، بقي التشيع في الثاني لأنه تعمق في المجتمع، وعليه ترسم استراتيجيتها ببقاء طويل في أي مكان تدخله لضمان بقاء طويل، من خلال تشييع المجتمعات المحلية، وتحولها لاحقا للتشيع السياسي ومن ثم العسكري، وبالتالي بقاءهم أدوات محلية للمشروع الإيراني في المدى الطويل، وهذا يفسر جهود إيران في سوريا بالمجمل، ومنه جهودها في حلب الشرقية والريف الشرقي من خلال تشييع محلي تغريه بالمحفزات، ومنها خدمات إنسانية مع عملية توطين في مساحات معينة تبقيها بؤر إيرانية كحال بيروت الجنوبية، وفق وجهة نظره.
يذكر أنه في أيار/مايو 2021، أعلنت إيران وبشكل رسمي وشرعي، نجاحها في تثبيت أقدامها وافتتاح قنصلية تابعة لها في مدينة حلب على مرأى ومسمع من النظام السوري.
وكان المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” قال لمنصة SY24، إن “حلب كانت من أهم معاقل الثورة السورية، وفيلق القدس فقد كثير من قادته وجنوده في معارك حلب، وبالتالي تراهن إيران كثيرا على حلب سياسيا وعسكريا وثقافيا وأيضا اقتصاديا”.