أثار صمت النظام السوري تجاه ما تعرض له حليفه الروسي فلاديمير بوتين من ضغوطات على مرتزقة فاغنر، الكثير من التساؤلات والاستغراب.
وكان رأس النظام السوري أعلن دعمه للحرب الروسية على أوكرانيا، زاعما أن أن هذه الحرب هي “تصحيحٌ للتاريخ وإعادةٌ للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي”، حسب تعبيره.
ومن الواضح حجم الأزمة التي تعرض لها بوتين بضغط مفاجئ من زعيم مرتزقة “فاغنر”، الذي هدد بالزحف من جبهات أوكرانيا إلى العاصمة الروسية موسكو، ما أحبر بوتين ووزارة دفاعه على إعلان حالة الاستنفار.
ووسط كل ذلك، لم يعلن النظام السوري وماكيناته الإعلامية والأمنية أي موقف داعم أو رافض لتحركات فاغنر الضاغطة على بوتين وقواته العسكرية.
وعن هذا الأمر، قال الناشط السياسي عبد الكريم العمر لمنصة SY24، إن عصابات فاغنر موجودة بسوريا وهي ارتكبت جرائم وفظائع، كما أن روسيا بقواتها تحتل مطار حميميم ومناطق سورية أخرى، إضافة إلى وجود وحدات للجيش الروسي في سوريا.
وأشار إلى أن النظام أجبن من أن يتخذ موقف، لذلك التزم الصمت، ولو اتخذ موقفاً يدعم أي طرف فإنه يخشى من عدم تحقيق مكاسب، حتى أنه لم يأت على ذكر الموضوع الروسي أو ما حصل هناك.
ولفت إلى أن روسيا عصابات محتلة لسوريا وبعض الأمور هي بيد روسيا كما إيران، ولا ننسى أن الرئيس الروسي عيّن فيها السفير بصفة مبعوث الرئيس وكأنه مندوب سامي في دولة/ وبالتالي فضّل النظام الصمت على ألا يغضب أحد الطرفين، وهو يعلم أن كل من هؤلاء هم عصابة مستقلة عن الآخر، وفق تعبيره.
ومقابل كل ذلك، رأى مراقبون أن ما حصل بين مرتزقة فاغنر والرئيس الروسي ووزارة دفاعه، هو خلافات مالية وتنظيمية أجبرت بوتين في النهاية على الرضوخ لفاغنر وتحقيق الصفقة، لافتين إلى أن فاغنر كان لها شروط فرضتها على القيادة الروسية، وما جرى هو خلاف مالي بشكل كبير جدا وليس مجرد مسرحية عسكرية كما يشاع.
ومؤخراً، أكدت مصادر متطابقة أن مجموعة “فاغنر” الروسية بدأت باستقطاب المرتزقة للقتال لصالحها في أوكرانيا عبر الإنترنت، بطريق مشابهة لأسلوب تنظيم داعش في استقطاب الشباب للقتال لصالحه في سوريا.
وحسب ما تابعت منصة SY24، فإن مجموعة “فاغنر” تحاول إقناع الشباب بالانضمام إلى القتال في أوكرانيا، في حين رأت مصادر غربية أن جهود التجنيد عبر الإنترنت تعود بنا بالذاكرة إلى مجموعة تسمى “داعش” والتي عملت على إغراء الشباب للقتال في سوريا.
يشار إلى أن “مجموعة فاغنر”، التي تتألف في الغالب من مواطنين روس خاضعين للسيطرة الفعلية للاتحاد الروسي، كانت نشطة لعدة سنوات في عمليات قتالية في مناطق مختلفة، بما في ذلك في سوريا.
وكان النظام السوري، قد وقّع بعد التدخل الروسي في سوريا عام 2015، اتفاقاً مع شركة “إيفرو بوليس” التابعة لممول ميليشيا “فاغنر” يفغيني بريغوجين، لحماية منشآت النفط والغاز وتحريرها من تنظيم “داعش” مقابل الحصول على 25% من عائداتها.