تستمر الحملات الرافضة لوجود اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية من بعض الأطراف، وسط تصاعد حدة خطاب الكراهية تجاه هؤلاء اللاجئين بشكل غير مسبوق.
ولم يقتصر الأمر على خطاب الكراهية فقط، بل وصل الأمر إلى اتهام القاطنين في مخيمات اللجوء والنزوح بأنهم من الموالين لرأس النظام السوري بشار الأسد.
حيث اتهمت بعض الأطراف اللبنانية اللاجئين السوريين في المخيمات بـ “رفع صور الأسد على الخيام”، مدّعية أن أغلب أبناء المخيمات يخدمون في صفوف قوات النظام السوري”.
وعقب هذه الاتهامات، تعالت أصوات بعض العنصريين متسائلة “ما الذي يمنع عودة هؤلاء إلى سوريا؟ وهل ثمة ظروف أمنية أو إنسانية تحول دون ذلك؟”.
وتابعت تلك الأطراف هجومها على اللاجئين السوريين، مشيرة إلى أن نسبة الموقوفين في سجن رومية من عداد اللاجئين السوريين تصل إلى 38 في المئة، تضاف إليها نسبة 12 في المئة ممن صدرت في حقهم مذكرات توقيف بتهم مختلفة وما زالوا أحرارا طليقين يسرحون ويمرحون ويعبثون في أمن البلاد والعباد، في إشارة إلى تحميلهم مسؤولية تردي الواقع الأمني والاقتصادي في لبنان، حسب زعمها.
وهاجمت الأطراف أيضاً الاتحاد الأوروبي، زاعمة استغرابها من موقفه تجاه رفض عودة السوريين إلى مناطق النظام السوري، مضيفة في هذا الجانب بالقول “كثيرة هي علامات الاستفهام الكيانية التي يطرحها الدويهي حول موقف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس مفوضية اللاجئين في مؤتمر بروكسل، خصوصا أن ذريعة الإنسانية التي يتمسك بها لا تطبّق في الدول الأوروبية التي تستضيف نازحين سوريين”.
وتابعت أنه “في كل دول أوروبا وحتى الدول العربية يخضع النازحون لقوانين الدولة المرعية الإجراء ناهيك عن أن خروج أي نازح من المخيمات المحكمة الإغلاق يحتاج إلى إذن من الدولة، أما في لبنان فالمفوضية تتدخل في الشؤون اللبنانية وتتصرف كدولة انتداب”.
وقبل أيام، أنذر مركز وصول لحقوق الإنسان من تصاعد خطاب الكراهية في لبنان ضد اللاجئين السوريين، لافتا إلى تزامن ذلك مع الحملات الأمنية التي تنفذها السلطات اللبنانية بحقهم.
وحول ذلك قال الحقوقي محمد صبلوح لمنصة SY24، إن “لبنان وللأسف يمر بأسوأ أزمة في تاريخه ويتهم السياسيون بأنهم هم المتسبب بهذه الأزمة بسبب الفساد، ولم يكن أمام السياسيين إلا مخرج واحد للخروج من هذه الأزمة إلا من خلال خطاب الكراهية تجاه اللاجئين السوريين، وقد حذرنا في مرات عدة بأنه لا علاقة لهؤلاء اللاجئين بالأزمة التي تعانيها لبنان ولا يجب تحميلهم مسؤولية الأزمة في لبنان”.
يذكر أن لبنان تؤوي ما يقارب من مليون لاجئ سوري حسب إحصائيات غير رسمية، بينما تقول السلطات اللبنانية إن عددهم يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري.