عاشت منطقة شمال غربي سوريا خلال الـ 24 ساعة الماضية يوماً دامياً، بعد ارتكاب الطيران الروسي مجزرة وُصفت بالمروعة راح ضحيتها نحو 9 قتلى وأكثر من 50 جريح.
ويأتي هذا القصف المروع ضمن سلسلة هجمات شنتها القوات الروسية وقوات النظام السوري على مناطق متفرقة في ريف إدلب. وقد أسفرت هذه الهجمات الأخيرة عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
ومنذ الثلاثاء الماضي، وبالتزامن مع الجولة الـ 20 من اجتماعات مسار “أستانا” بين وفدي المعارضة السورية والنظام السوري، بدأت روسيا وقوات النظام تصعد من قصفها العسكري على مناطق إدلب وريفها، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى من بينهم نساء وأطفال.
وشهدت الأيام القليلة الماضية أيضاً قصفاً بالمسيرات استهدف مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري في القرداحة وفي أرياف حماة، وسط أصابع الاتهام التي توجهت لهيئة تحرير الشام بهذا الاستهداف، رغم أن الأخيرة لم يصدر عنها أي بيان رسمي بتبنيها للقصف بالمسيرات.
ورصدت منصة SY24 آراء بعض القاطنين في الشمال حول أسباب هذا التصعيد وعلاقة مسار “أستانا” ومسيرات هيئة تحرير الشام أو غيرها من الأطراف بهذا التصعيد؟.
وقال أبو عمار الشمالي لمنصة SY24، إنه حتى اللحظة الواضح أن التصعيد من كلا الطرفين مرتبط بشكل مباشر باجتماعات أستانا، ولا يبدو أن الأمور تسير باتجاه تصعيد مستمر، من الواضح من خلال الاستهدافات المتقطعة مجرد تمرير رسائل دائما ما يكون حبرها دماء الأبرياء في المناطق المحررة.
وأضاف، إن أردنا استبعاد ربط التصعيد بأستانا وهو احتمال بعيد، قد يكون التصعيد ردا على المسيرات التي تم تحريكها في عمق مناطق نفوذ “نظام الأسد”، وهذا ما يخشاه النظام، خاصة بعد أن شاهدنا جميعا فعالية هذا النوع من السلاح في تغيير مسار الحرب، لذلك كان الرد عنيفاً في رسالة واضح أن لكل قنبلة من طائرة مسيرة سيقابلها مجزرة، وفق تعبيره.
وانتهت جولة أستانا الأخيرة قبل أيام، دون التوصل إلى نتائج تؤدي إلى إحداث خرق في الملف السوري، في حين جاء في البيان الختامي للجولة 20 من أستانا “شددت روسيا وإيران وتركيا على أهمية الاستمرار في تقديم وزيادة حجم المساعدات الإنسانية لسوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2672. وكذلك على ضرورة إزالة العقبات وزيادة المساعدة الإنسانية لجميع السوريين في جميع أرجاء البلاد من دون تمييز وتسييس وشروط مسبقة”.
من جانبه قال ناشط سياسي من أبناء الشمال السوري لمنصة SY24، إن التصعيد روتيني كالعادة وهو يتزامن قبل وبعد كل جولة من جولات أستانا، مبينا أن رئيس وفد المعارضة إلى أستانا “احمد طعمه” ربطه بعدم موافقة المعارضة وتركيا على فتح طريق “اللاذقية حلب” وهو الأقرب للواقع.
وبخصوص ربط التصعيد الروسي على المنطقة بالقصف بالمسيرات على مناطق النظام، بيّن المصدر أن أيًا من الفصائل لم تتبنى موضوع المسيرات ولا حتى هيئة تحرير الشام، وبالتالي لا يمكن الجزم بعلاقة القصف بالمسيرات رغم أن النظام استخدمها لتبرير القصف”.
وأعرب المصدر عن توقعاته باستمرار التصعيد الروسي و خاصة بعد ضياع هيبتها مما جرى بينها وبين مرتزقة “فاغنر”، حيث ستقوم بإعادة اعتبارها من خلال القصف على المناطق المحررة، وقد تدخل المنطقة في معركة مفتوحة إذا لم تستطع تركيا ضبط الأمور.
وأصدر الدفاع المدني السوري بياناً جاء فيه، أن التصعيد المستمر على شمال غربي سوريا يهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، مبيناً أنه لا ضمان لحمايتهم إلا بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي يبدو أنه يتلاشى مع التغاضي الدولي عن جرائم روسيا ونظام الأسد بحق المدنيين.
وأكد أن وتيرة هجمات النظام وحليفه الروسي على شمال غربي سوريا ارتفعت خلال شهر حزيران الجاري، وتركزت بشكل كبير قرى ريف إدلب الشرقي والغربي والجنوبي، لافتاً إلى أنه وثّق أكثر من 70 هجوماً منذ بداية التصعيد حتى يوم السبت 24 حزيران، تسببت بمقتل أكثر من 6 أشخاص بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 27 شخصاً بينهم نساء واطفال أيضاً.c