يرى مراقبون أن تنظيم داعش وخلاياه النائمة نجح في بناء المزيد من قوته في مناطق سيطرة النظام والميليشيات في البادية السورية، بعكس المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
ورغم تباين الآراء التي يشير بعضها إلى انحسار داعش في سوريا، وبعضها الآخر يرى أنه يعمل على تجديد قوته وخاصة شرقي سوريا، تؤكد التقارير أنه نجح في استمرار التواجد بشكل خاص في البادية السورية التي تخضع لسيطرة النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية.
وفي هذا الصدد، قال الصحفي وابن المنطقة الشرقية نورس العرفي لمنصة SY24، إن السبب وراء نجاح داعش في التمدد بالبادية يعود لأن مناطق قسد ليس فيها بادية شاسعة وكبيرة كمناطق النظام، فمناطق قسد هي مناطق مأهولة ومسكونة عكس المناطق التي يسيطر عليها النظام، التي فيها مساحات بادية شاسعة تستطيع داعش أن تبني فيها خلاياها النائمة التي يمكن لها أن تختبئ هنا وهناك”.
في حين رأى الناشط محمود أبو يوسف والمهتم بتغطية أخبار البادية السورية، أن البادية السورية تساعد داعش على تنفيذ سياسة (اضرب واهرب)، وبسبب معرفته بالتضاريس والتعامل مع الأجواء المناخية غير الطبيعية، فإن تلك المناطق والمساحات الشاسعة تشكل بيئة حاضنة وسهلة لتحركات التنظيم، وبالتالي هذا هو السبب الرئيسي وراء نجاحه في بناء المزيد من قوته في مناطق سيطرة النظام والميليشيات في البادية.
ويرى مراقبون ومن بينهم المختص بالشأن العربي والدولي عبود الديبو في حديثهم لمنصة SY24، أثناء مناقشة على إحدى مساحات منصة “تويتر”، اليوم الإثنين، إن الفترة القادمة ستشهد تمددا وتواجدا لتنظيم داعش خصوصاً في حال كان هناك عمل عسكري (أمريكي ومن جيش سوريا الحرة) انطلاقا من قاعدة التنف على الحدود السورية الأردنية.
ولفت إلى أنه من الملاحظ أن هناك تمددا لتنظيم داعش في البادية السورية بضوء أخضر روسي ومن ميليشيات إيران، كي تكون ورقة بيدهم في منطقة البادية السورية.
وأشار إلى أنه لاحظنا في الفترة الأخيرة تكتم داعش الشديد في الإعلان عن قادتها الجدد بعد مقتل قادتها السابقين على يد التحالف الدولي، وهناك من رأى أن داعش في طريقه للانحسار لكن العكس هو الصحيح، فهناك أطراف استخباراتية ترعاها وترعى هذا التكتم الشديد لأهداف مقبلة.
ونبّه أنه من الممكن أن تستغل روسيا في الأيام القادمة ورقة داعش كما كانت تستغلها في فترات سابقة، وإذا ظهرت داعش من جديد فسيكون عمل استخباراتي روسي في حال قامت قاعدة التنف بعمل عسكري في المنطقة، ليتم استهداف جيش سوريا الحرة بحجة داعش ومكافحة الإرهاب، حسب تعبيره، مؤكدا أن هناك تمدد لداعش في البادية السورية بعكس التمدد بمناطق سيطرة قسد.
الجدير بالذكر، أنه في عامي 2020 و 2021 ، اعتمد داعش في الغالب على الخلايا النائمة وعلى المتعاونين معه من غير الأعضاء، حيث أعاد التنظيم والهجوم على أساس ثابت وإن كان منخفض الكثافة، حسب تقارير غربية، مضيفة أن تمرد داعش اليوم منخفض الكثافة يتأرجح ويتدفق عبر مناطق معينة اعتمادًا على ضعف قوات الأمن وقدرتها على التركيز على التهديدات، وبالتالي ونظرًا لبعض العوامل المحلية والإقليمية، فإن داعش يتجدد حاليًا في معظم أنحاء سوريا لا سيما فيما يتعلق بوجوده في العراق، الذي كان في يوم من الأيام مركز عملياته الرئيسي.