تحدثت مصادر غربية عن مبادرة أردنية هدفها في النهاية سحب جميع الممتلكات الإيرانية العسكرية والأمنية من سوريا، وانسحاب ميليشيا “حزب الله” والميليشيات الشيعية من الأراضي السورية.
وذكرت المصادر الغربية ومنها موقع majalla أن عمّان والعواصم العربية الداعمة للمبادرة بشكل مباشر، والغربية المؤيدة بشكل صامت، لا تزال تضع خروج إيران من سوريا هدفا نهائيا لها مقابل رفع العقوبات وإعمار سوريا.
ولفتت إلى أن المبادرة لا تتضمن برنامجا زمنيا محددا للتنفيذ، لكنها تنتهي إلى أن الخطوات المتوقعة من النظام السوري وحلفائه هي سحب جميع الممتلكات الإيرانية العسكرية والأمنية من سوريا، وانسحاب “حزب الله” والميليشيات الشيعية، مقابل انسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من جميع الأراضي السورية التي دخلوها بعد 2011، بما في ذلك مناطق شمال شرقي سوريا وقاعدة التنف الأميركية، ورفع العقوبات، و تمويل المانحين لإعمار سوريا.
وتشير المبادرة إلى أن سنوات من عدم الاستقرار أدت إلى تزايد تهريب المخدرات عبر حدود سوريا وعودة تنظيمات إرهابية إلى الظهور وتزايد النفوذ الإيراني وعودة عدد قليل جدا من اللاجئين والنازحين وتضاؤل الدعم العالمي للاجئين والدول المضيفة، حسب ما جاء فيها.
وحول ذلك قال عبدو الديبو المختص بالشأن الدولي لمنصة SY24، إن الهدف الأسمى من جميع المبادرات القائمة والموجهة للنظام السوري هي طرد الميليشيات الإيرانية وليس استهداف نظام الأسد، حيث اتفقت عمان وتل أبيب والرياض على أنه يجب إنهاء التمدد الإيراني في المنطقة، وهذه العملية لن تنتهي في يوم وليلة.
وأضاف، أن البداية كانت عندما قام الرئيس الأميركي ترامب بدعم من اللوبي اليهودي في واشنطن لاغتيال قاسم سليماني، ولكن كان الأثر السلبي أكبر من الأثر الإيجابي، مبيناً أن جميع المبادرات سوف يكون مصيرها الفشل لأنه من الصعب فصل النظام السوري عن الميليشيات الإيرانية التي تسيطر على أركان الدولة بعد الغياب الروسي وانشغاله في الحرب الأوكرانية.
ولفت إلى أن اللوبي اليهودي يعود من جديد ولكن بعمل قانوني، حيث انطلقت دعوات مركزها مكتب محاماة عملاق في كندا (يهودي إيرلندي) لمحاسبة النظام السوري قانونيًا، في حين يظن البعض أن هذا المشروع المطروح في مجلس النواب الأمريكي مجرد ورقة ضغط على النظام، ولإرضاخ الأسد لطرد الميليشيات الإيرانية والموافقة على جميع المبادرات المطروحة من قبل العرب، حسب تعبيره.
وتؤكد المبادرة على إخراج قادة الحرس الثوري الإيراني وقواتهم، وانسحاب جميع العناصر العسكرية والأمنية غير السورية من المناطق الحدودية مع الدول المجاورة، ومنع الميليشيات الموالية لإيران من استخدام سوريا مركزا لإطلاق هجمات عبر طائرات من دون طيار (درون) ولهجمات عابرة للحدود، وتخفيض العتاد العسكري الإيراني في سوريا من حيث المواقع الجغرافية ونوعية الأسلحة، إضافة إلى معالجة المخاوف الأمنية للدول المجاورة فيما يتعلق بأمن الحدود، بالإضافة إلى تفكيك شبكات تهريب المخدرات.
ومؤخرا، عاد الملك الأردني عبد الله الثاني للتحذير من خطر الميليشيات الإيرانية في سوريا على حدود بلاده، لافتاً إلى استمرار عمليات تهريب المخدرات القادمة من الأراضي السورية، مؤكداً أن حدوده تواجه الكثير من المشاكل بسبب الميليشيات المدعومة من إيران والتي تنشط في تهريب المخدرات والسلاح، مجددًا التذكير بالدور الروسي كعامل تهدئة هناك.
وكانت مصادر عبرية ومن بينها تلفزيون “ماكو” الإسرائيلي، أفادت بأن “الأنباء تتزايد بأن الروس يقومون بإخراج جنودهم من سوريا إلى أوكرانيا، وتسيطر على المواقع والمعدات المتروكة قوات إيرانية وقوات تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني”.