اندلعت اشتباكات وصفت بـ “العنيفة” في أول أيام عيد الأضحى المبارك بين مجموعات مسلحة تابعة للفرقة الرابعة في جيش النظام وميليشيا أسود الشرقية الموالية لروسيا، وذلك عند حاجز بلدة البوعمر القريب من المطار العسكري في الريف الشرقي لديرالزور، ما دفع قيادات من الجانبين للتدخل بسرعة لإيقاف الاشتباكات وحل الخلاف فيما بينهم، وسط استمرار حالة الاستنفار ورفع الجاهزية من الطرفين.
وقال مراسل SY24 في ديرالزور، إن الاشتباكات اندلعت عقب قيام حاجز عسكري تابع لمليشيا الفرقة الرابعة بإيقاف شخص من عشيرة “الشعيطات”، العمود الفقري لميليشا أسود الشرقية الموالية لروسيا، كان قادماً من إحدى دول الخليج لقضاء إجازة العيد مع أقاربه في ريف ديرالزور، وقامت بسلبه كل ممتلكاته من أموال وأجهزة هاتف محمول ومصاغ ذهبي وحقائب كانت مليئة بالهدايا قبل أن تعتدي عليه بالضرب وتطلق سراحه فيما بعد.
المراسل أشار إلى قيام أقاربه المتواجدين في صفوف الميليشيا بالهجوم على الحاجز مستخدمين الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية قبل أن يحاصروه بشكل كامل ويهددون عناصره باقتحامه وقتل كل من فيه في حال لم يتم إعادة جميع المسروقات إلى صاحبها، فيما دفعت ميليشيا الفرقة الرابعة بمؤازرة عسكرية إلى الحاجز بهدف فك الحصار عنه، قبل أن يتوقف الاشتباك وتنسحب مجموعات ميليشيا الشرقية إلى مواقعها داخل مدينة ديرالزور.
رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في ديرالزور “نضال دليلة” دعا إلى اجتماع لقيادة ميليشيا الفرقة الرابعة مع قيادة ميليشيا أسود الشرقية بحضور ضباط وقادة الأفرع والأجهزة الأمنية، وذلك بهدف مناقشة التطورات الحاصلة عند حاجز بلدة البوعمر بريف ديرالزور بين الميليشيات المسلحة وطريقة حل الخلافات فيما بينهم دون اللجوء إلى استخدام السلاح.
وبحسب مصدر خاص داخل الاجتماع، فإن ميليشيا أسود الشرقية طالبت بسحب حواجز ميليشيا الفرقة الرابعة وباقي الميليشيات المسلحة من جميع الطرق الرئيسية الواصلة بين ديرالزور والمدن والبلدات المتواجدة في ريفها، وتعيين حواجز أمنية من الشرطة المدنية وشرطة الأمن الجنائي والتخفيف من الإجراءات الأمنية والتفتيش ومنع عمليات سلب الممتلكات الشخصية للمواطنين وخاصة القادمين من خارج البلاد.
كما طالبت قيادة ميليشيا أسود الشرقية بمعاقبة عناصر الحاجز الذين اعتدوا على أحد أقاربهم وإعادة جميع الأموال والمصاغ الذهبي والجهزة المسروقة إليه في أسرع وقت وتقديم اعتذار رسمي له، وسط تهديدات مباشرة باستهداف الحاجز مجدداً ولكن باستخدام الأسلحة الثقيلة وقتل كل من فيه في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم، ما تسبب بمشادة كلامية مع أحد ضباط ميليشيا الفرقة الرابعة قبل أن تنسحب من الاجتماع.
والجدير بالذكر أن أهالي مدينة ديرالزور والريف المحيط بها يتهمون عناصر ميليشيا الفرقة الرابعة المتواجدين على الحواجز العسكرية عند مداخل المدينة والطرق الرئيسية بسرقة ونهب المواطنين أثناء تفتيش حقائبهم وممتلكاتهم الشخصية، بالإضافة إلى فرض إتاوات مالية ضخمة على شاحنات الخضار والمواد والسلع التجارية والغذائية القادمة إلى المدينة ما تسبب بارتفاع الاسعار بشكل كبير في الأسواق المحلية.