تفيد الأنباء الواردة من حلب وريفها، بإعادة الميليشيات الإيرانية تمركزها وتوسيع انتشارها، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات عن الهدف من وراء هذه التحركات المريبة.
وحسب ناشطين، فإن الميليشيات الإيرانية تهدف إلى بسط المزيد من نفوذها في مدينة حلب، إضافة إلى سعيها لفتح جبهات ضد فصائل المعارضة، مستغلة انشغال روسيا بحربها على أوكرانيا.
وفي هذا الجانب، قال الناشط السياسي مصطفى النعيمي لمنصة SY24، أعتقد بأن مشروع الفصائل الموالية لإيران العاملة في سوريا يعتمد على إعادة التموضع والانتشار واستخدام المناطق المدنية كدروع بشرية لتجنيبهم الضربات الجوية الإسرائيلية المتعاقبة على مواقعهم متعددة مناطق الانتشار.
وأضاف أنه ربما هناك بعض النقاط العسكرية الاستراتيجية التي تموضعوا فيها خاصة في محيط الطريق المؤدي إلى مطار حلب الدولي، وذلك من خلال استثمار عائدات اقتصاد الزلزال لتطوير وبناء وحدات سكنية مسبقة الصنع، ووصلها بالمناطق السكنية لصبغها بالمدينة لإعاقة أي ضربات جوية محتملة.
ولفت إلى أن الميليشيات تسعى من خلال استثمار الوحدات السكنية التي تسيطر عليها كمصدات أمنية وعسكرية متقدمة تجاه الشعب السوري، وذلك من خلال طبيعة وبنية الوحدات التي باتت تشكل أحزمة أمنية لمحاصرة المدن السورية، من أجل استثمارها في بناء مشروع إيران لاستخدامها كمنطلق لها ضمن مشروعها السياسي والاقتصادي والعسكري.
وتتزامن تلك التحركات المريبة للميليشيات مع تطورات أمنية وعسكرية، عنوانها العريض مصرع عناصر للميليشيات الإيرانية بظروف غامضة في ريف حلب، وفق ما تم تداوله.
كما سبقها محاولة الميليشيات الإيرانية استقطاب العشائر لصالحها، وذلك كورقة ضغط لصالحا في مناطق بريف حلب.
وخلال الأسابيع الماضية، تركزت الغارات الإسرائيلية على مواقع للميليشيات في حلب وريفها الأمر الذي أخرج مطار حلب الدولي عن الخدمة عدة مرات.
ومؤخراً، أكدت التقارير أن إيران زادت من تهريب الأسلحة باستخدام مطار حلب لنقل الذخائر والأسلحة إلى ميليشيا حزب الله.
وبيّنت أن حلب معبراً سهلاً للبنان لأن الشاحنات يمكن أن تمر عبر حمص والقصير حيث يتواجد حزب الله.
وفي وقت سابق من العام 2021، أعلنت إيران وبشكل رسمي وشرعي، نجاحها في تثبيت أقدامها وافتتاح قنصلية تابعة لها في مدينة حلب على مرأى ومسمع من النظام السوري.
وفي نيسان/أبريل 2020، انتشرت الميليشيات الإيرانية في مدينة عندان بريف حلب الشمالي، عقب انسحاب فصائل المعارضة منها، وذلك لقربها من مدينتي “نبل والزهراء” اللتان تنتشر فيهما الميليشيات الإيرانية منذ فترة طويلة.