أعلن التحالف الدولي عن إعادة إنعاش “ملعب الرشيد” لكرة القدم في مدينة الرقة شرقي سوريا، وذلك بعد أن كان مسرحا لعمليات تنظيم داعش ومقابره الجماعية.
وذكر المكتب الإعلامي للتحالف الدولي في تقرير له، في قلب مدينة الرقة، يبقى ملعب الرشيد صامداً بمثابة تذكير بماضي المدينة المضطرب.
وأضاف أنه بعد إجراء تجديدات واسعة النطاق، أعيد افتتاح الملعب، مشيرا إلى أن أعمال التجديد ركزت على إصلاح الهيكل العام المُهدم لملعب الرشيد.
ولفت إلى أنه ورغم أعمال التجديد إلا أنه من غير الممكن محو تاريخه المظلم، لذا هو يمثّل تذكيراً مؤلماً بالفظائع التي عانت منها الرقة خلال أحلك أيامها، وفي ذات الوقت رمزًا للأمل في مستقبل المدينة، في إشارة لمعاناة سكان الرقة إبان سيطرة داعش على المدينة.
واعتبر أن تجديد ملعب الرشيد يُقدم إحساسًا متواضعاً بالحياة الطبيعية في الرقة، حيث أصبحت كرة القدم، وهي رياضة شعبية في المنطقة، نقطة محورية لأنشطة الملعب، ففي الأيام التي تقام فيها المباريات تعم روح الوحدة والشعور بالانتماء بين سكان المدينة، حسب التقرير.
وبيّن التقرير أن الملعب وحده لا يستطيع حل التحديات التي تواجه الرقة، فالجراح التي تسبب بها تنظيم داعش عميقة، لذا فإن إعادة بناء الثقة وتعزيز المصالحة المجتمعية، وتقديم الدعم الشامل للناجين يعد أمراً ضرورياً لإتمام عملية التعافي.
ورأى أن عمليات الإصلاح في ملعب الرشيد تبعث الأمل لمدينةٍ أثخنتها داعش بالجراح، ويمثل رمزًا للصمود، ويعكس الروح التي لا تقهر لأهل الرقة.
وأكد على أن ترميم الملعب هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ويتطلب التعافي الحقيقي والكامل دعماً شاملاً والتزاماً بمعالجة التحديات التي يواجهها المجتمع.
وحول ذلك قال الناشط أبو عبد الله أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن داعش حوّل سابقا جميع الساحات والملاعب إلى مراكز لتنفيذ عمليات التعذيب ومراكز إصداراته المرئية حول عمليات القتل والإعدام.
وأضاف أن منظمات كثيرة عملت منذ فترة على تحسين البنى التحتية في مناطق سيطرة قسد، منها إعادة تأهيل الشوارع في المدن وتخديم الطرقات الزراعية في الأرياف، بالإضافة إلى صيانة شبكات المياه والكهرباء.
وتابع، أن العمل في إعادة تأهيل ملعب الرشيد في الرقة يندرج ضمن هذا العمل، إلا أن الوضع في الرقة يبقى مأساوي في أغلب أحياء المدينة بسبب الدمار الذي خلفته حرب التحالف على تنظيم داعش، إذ تحتاج المدينة إلى مليارات الدولارات لإعادة تأهيل الأحياء السكنية والدوائر الرسمية لتنشيط الحركة في المدينة.
الجدير ذكره، أن ملعب الرشيد تأسس في سبعينيات القرن الماضي، وكان سابقاً يُعد مركزاً للاحتفال بالرياضة والإنجازات الرياضية في الرقة، إلا أنه غدا موقعاً للتعذيب والعقاب خلال حقبة داعش، إذ لا تزال ذكريات تلك الأوقات المظلمة باقية في ذاكرة أهالي المدينة.
يشار إلى أنه في نيسان/أبريل 20018، قال مجلس الرقة المدني، إنه “عثر على مقبرة جماعية تضم حوالي 500 جثة ممن قضوا بالمعارك الأخيرة التي شهدتها المدينة، بين تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية”.
وأكدت مصادر من أبناء المنطقة حينها لمنصة SY24، أن فترة وجود داعش شهدت انتشارًا كبيرًا للمقابر الجماعية كونه يوجد الكثير من الناس المختفيين قسريًا ولا يعرف مصيرهم وربما تعود تلك المقابر الجماعية لهم.