أعلنت “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، أعلنت مدينة الحسكة وضواحيها “منطقة منكوبة”، وذلك مع استمرار انقطاع المياه عنها منذ أكثر من شهر بشكل تام وعدم قدرة الأهالي على تأمين المياه النظيفة لهم و لأطفالهم، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة والخوف من انتشار الأمراض بين المواطنين.
واتهمت “الإدارة الذاتية” في بيان لها حكومة النظام بالإهمال المتعمد لقضية المياه في الحسكة وعدم قيامها بإصلاح الأعطال في المضخات المعطلة أو تأمين قطع غيار جديدة بدل التالفة، الأمر الذي خلق أزمة إنسانية كبيرة في المدينة التي يعيش فيها قرابة نصف مليون نسمة، ناهيك عن النازحين المقيمين في المخيمات النظامية والعشوائية المنتشرة في محيطها والذين يقدر عددهم بأكثر من 50 ألف نسمة.
وأكد البيان أن أهالي المدينة “باتوا يبحثون عن نقطة المياه بشتى الوسائل دون جدوى ما دفعهم لقبول شراءها من مصادر غير موثوقة، والتي عمدت على استغلال الموقف وقامت ببيع مياه ملوثة بالبكتريا والجراثيم وبأسعار مرتفعة جداً، فيما لم تستطع العائلات الفقيرة الحصول حتى على المياه الملوثة ما قد يدفعها إلى ترك منازلها والنزوح صوب المناطق التي تتوافر فيها المياه بشكل وفير”.
وقالت مراسلة SY24 في مدينة الحسكة، إن السكان يعانون أزمة حقيقية نتيجة انعدام توافر المياه بشكل عام سواء كانت نظيفة أو ملوثة، في ظل ارتفاع أسعار تعبئتها من الصهاريج الخاصة التي تعمل على جلب المياه من ريف الحسكة الجنوبي او حتى من ريف ديرالزور، وتقوم ببيعها بأسعار خيالية في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه من المواطنين.
المراسلة أشارت إلى زيادة حركة النزوح من المدينة المنكوبة صوب ريف القامشلي والقرى المحيطة به أو باتجاه الرقة وريف ديرالزور، الأمر الذي شل حركة المدينة الاقتصادية وتسبب بخسائر مادية كبيرة للتجار وأصحاب الفعاليات التجارية مع زيادة في تكاليف بعض المعامل التي تعتمد بشكل مباشر على المياه مثل معامل البلوك ومواد البناء والمواد الغذائية، ما أدى إلى توقفها بشكل شبه تام عن العمل وتسريح عمال اليوميات إلى حين عودة المياه.
” رائدة الجاسم”، من سكان مدينة الحسكة، ذكرت أنها “اضطرت إلى تعبئة 20 لتر من المياه بمبلغ وصل إلى أكثر من 10 آلاف ليرة سورية ما دفعها للتفكير بالسفر إلى أقاربها في مدينة دمشق إلى حين إصلاح الأعطال في مضخات المياه وضمان عملها مرة أخرى، وسط تخوف من طول أمد الأزمة و اضطرارهم إلى الانتقال مجدداً من منزلهم”، على حد وصفها.
وقالت السيدة في حديثها لمنصة SY24: “هذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها قطع المياه عن المدينة في فصل الصيف ولكن طول فترة قطع المياه مع عدم وجود أي بوادر لحل هذه المشكلة هو ما زاد الطين بلة، الأمر الذي دفع العديد من السكان إلى ترك منازلهم والتوجه صوب المناطق التي تتوافر فيها المياه سواء في ريف الحسكة أو باقي مناطق سيطرة قسد”.
وتعاني مدينة الحسكة والريف المحيط بها من صعوبة بالغة في تأمين مياه الشرب النظيفة وذلك بسبب عدم قيام “الإدارة الذاتية” وحكومة النظام بصيانة محطات ضخ المياه وتبادل الطرفان الاتهامات حول سبب توقفها عن العمل، ناهيك عن منع لجنة الزراعة المواطنين من حفر آبار ارتوازية في أراضيهم الزراعية وجلب المياه منها بحجة “الضرر الذي تسببه هذه العملية مستقبلاً”.
في الوقت الذي يعاني فيه الأهالي من صعوبة بالغة في تأمين المياه النظيفة مع ارتفاع أسعارها وعدم قدرة معظمهم على شرائها، الأمر الذي دفع البعض لشراء المياه الملوثة ما قد سبب زيادة في عدد الإصابات بأمراض الجهاز الهضمي وخصوصاً بين الأطفال وسط نداءات إلى المنظمات الدولية بضرورة التدخل لحل مشكلة المياه في المنطقة.