تفيد الأنباء الواردة من محافظة درعا جنوبي سوريا، بشن قوات النظام السوري وميليشياته حملة عسكرية على مدينة “طفس” غربي درعا، وسط حالة من الغليان الشعبي ومطالبات من ناشطين سوريين بالضغط على النظام لوقف هذه الحملة.
وحسب المستجدات، فإن المدينة تشهد مواجهات واشتباكات بين أبناء المدينة وبين قوات النظام السوري، بالتزامن مع استهداف مفرزة الأمن العسكري وثكنة الأغرار التابعة للنظام في المدينة بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية.
وردًا على ذلك بدأت قوات النظام وميليشياتها باستهداف المدينة بشكل عشوائي، وسط أنباء عن وقوع قتيل وعدد من الإصابات من أبناء المدينة.
وتفيد الأنباء أيضاً بأن النظام ينوي شن حملة عسكرية على المزارع والسهول الممتدة بين مدينة طفس وبلدات مزيريب واليادودة، وما حولها، حيث يقود تلك الحملة قوات الأمن العسكري وقوات من الفرقة الـ 15، لدخول طفس واليادودة بحجة البحث عن مطلوبين.
وعن الأسباب وراء محاولة النظام والميليشيات المساندة اقتحام “طفس” بريف درعا الغربي، قال الأكاديمي أحمد الحمادي لمنصة SY24، إن التسويات والمصالحات التي حدثت في محافظة درعا لم تمكن النظام المجرم من فرض هيمنته وسيطرته على درعا، وهو غير القادر على فرضها عسكريا آنذاك، فبقيت سلطته و سيطرته هشة في معظم محافظة درعا.
وأضاف، من المدن ذات الثقل الثوري التي ما زالت عصية عليه ومازالت تقاومه بوسائلها الثورية على الرغم من العديد من محاولات الاقتحام التي حاولها وفشل، ليعود خائبا مكسورا بلبوس النصر الزائف الذي يتم على إثره عقد مصالحة، وما أن توقع حتى يخرقها النظام ولا يلتزم ببنودها، وهذا ما حدث مع الكثير من مدن و بلدات درعا ومنها طفس .
وتابع، أن طفس لها خاصية تميزها عن غيرها من المدن والبلدات الثائرة، وهي اعتماد أهلها على الزراعة و الإنتاج الزراعي، وكما تعرف الآن هو موسم الخضروات والأشجار المثمرة والذي يشكل عصب القوة الاقتصادية لأهلها، وبالتالي النظام المجرم يعي ذلك ولذلك يقوم في كل سنة منذ عام 2018 وهو عام التسويات باستهداف طفس في مثل هذه الأيام، لتحطيم قوتها الاقتصادية ومواردها لعله يخضعها لسيطرته المطلقة وسلطته والخلاص من الروح الثورية فيها، لكنه سيعود خائبا مكسورا كعادته يجر أذيال الهزيمة وبعدها يعلن عن مصالحة وتسوية تعيد ماء وجهه المهدور نتيجة ما لحقه.
وزاد موضحا، أنه بكل الأحوال ما يقوم به النظام المجرم من استهدافات متكررة للمدن والبلدات التي عقد وأجرى معها مصالحات وتسويات سابقة، يثبت بأن هذا النظام لا عهد له ولا ذمة ولا كلام ثابت، بل يقوم بذلك للمراوغة والكذب حتى تتاح له الفرصة لينقلب على ما صالح عليه ونسفه.
وأكد أن النظام يريد استهداف درعا ومدنها وقراها وبلداتها ككل، ولكن الإمكانية العسكرية له لا تتيح له سوى الاستفراد بهذه المدينة أو تلك، أو هذه البلدة أو تلك، فلهذه هدف عسكري وأمني ثابت ولو لم يعلنه وهو القضاء والخلاص على كل من ثار عليه وخرج عن سيطرته، وفي إطار سعيه لتحقيق ذلك قد يلجأ للمهادنة وإظهار بعض الليونة.
وختم بالقول، إن طفس قادرة بثوارها و أحرارها و من سيفزع لها على دحر هذا الخطر الذي يتهددها، كما أفشلت محاولات النظام القاتل المجرم السابقة وبحشود كبيرة جدا، فطفس كانت قلعة ثورية شامخة ومازالت شامخة يكللها العز والكرم والجود بالنفس والتضحية.
وخلال الساعات الماضية، بدأت قوات النظام المنتشرة حول مدينة “طفس”، بالتقدم في محيطها والتمركز في المقر العسكري (بناء الري)، بهدف قطع الطريق الواصلة بين مدينة طفس وبلدة اليادودة، إضافة إلى شن تلك القوات حملة تمشيط للمزارع المحيطة بالمدينة.
وتزامن القصف مع اشتباكات وصفت بالعنيفة بين مجموعات محلية وقوات النظام التي تحاول التقدم باتجاه طفس من السهول الجنوبية للمدينة.
وفي السياق، دشن رواد منصة “تويتر” وسم هاشتاغ (#طفس)، ووسم هاشتاغ (#إيران_تجتاح_الجنوب)، وذلك للفت أنظار المجتمع الدولي والعالم للانتهاكات التي يرتكبها النظام وحليفته إيران بحق الجنوب السوري.
وطالب رواد منصات التواصل الاجتماعي جميع السوريين الأحرار في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري شمال وشرق سوريا، بفتح الجبهات للتخفيف عن مدينة “طفس” ولتشتيت النظام وداعميه في حملته العسكرية.
يذكر أنه في تموز/يوليو 2022، كثفت قوات النظام والميليشيات الإيرانية التابعة لها، من عمليات القصف على المدينة، مستهدفة أحياء المدنيين والمزارع الجنوبية في مدينة طفس غربي درعا، تزامناً مع حركة نزوح كبيرة لأهالي المنطقة.