أفاد محللون ومراقبون أن هيئة تحرير الشام تسعى إلى ضمان بقائها وإدامة سيطرتها شمال غرب سوريا، متبعة في ذلك عدداً من الآليات والخطوات لتعزيز ذلك.
يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات المناهضة لممارسات الهيئة وخصوصا جهازها الأمني في مناطق سيطرتها، إضافة إلى انتشار عبارات مناهضة للهيئة والجولاني على الجدران في مناطق متفرقة تخضع لسيطرة الهيئة، حسب ماهو متداول.
وحول ذلك قال ناشط سياسي من أبناء الشمال السوري (فضّل عدم ذكر اسمه) لمنصة SY24، إن هيئة تحرير الشام تتخذ مجموعة خطوات لتنفيذ مشاريعها للهيمنة على المناطق المحررة، وذلك من خلال مسارين متكاملين للاستدامة: المسار الأمني حيث تقوم بتنفيذ عمليات اعتقالات خاطفة بحق أفراد تعتبرهم أعداء أو منافسين أو مخربين لمشروع بقائها، إضافة إلى أن الحملات الأخيرة طالت بعض أمنييها وبعض الصحفيين وذلك تحت ذريعة التخابر مع الغرب لتبرير تلك الممارسات.
وأضاف، المسار الثاني هو المسار الاقتصادي: فباتت الهيئة اليوم تتحكم في المعابر الحدودية مع تركيا إضافة إلى المعابر الداخلية الرابطة بين المناطق التي تسيطر عليها والمناطق المحررة في ريف حلب عموما ومناطق نفوذ النظام السوري، وذلك لضبط أسعار المشتقات النفطية والسلع التجارية، بهدف ضبط أيضا لأسعار وبقاء الضرائب التي تعتبر من أهم وأبرز مصادر الدخل التي تمول الهيئة، إضافة إلى المساعدات الأممية التي يعود جزء كبير من ريعها على الهيئة من خلال الضرائب التي تفرض على المؤسسات والمنظمات المحلية منها والدولية.
وأشار إلى أن من المسارات الأخرى، المسار العسكري: وذلك من خلال العمليات العسكرية لاستهداف تحركات قوات النظام والميليشيات الإيرانية وداعميها، وبالتالي ريع تلك البروباغندا يستثمر في تحسين صورة الهيئة بين أفرادها ومواليها وقاطني محافظة إدلب عموما، حسب وجهة نظره.
وكان مركز حرمون للدراسات المعاصرة، أصدر قبل أيام، بحثا ً تناول فيه “استراتيجية البقاء لدى هيئة تحرير الشام”، مبيناً أن الهيئة تسعى لضمان بقائها وإدامة سيطرتها، عبر اعتماد استراتيجية ثلاثية تجمع بين محاولات تحصيل شرعية محلية، ومقبولية إقليمية ودولية، وبناء قوة عسكرية.
وذكر البحث أن قادة الهيئة يسعون عبر خطابهم ونهجهم البراغماتي لإقناع مؤيديهم ومناهضيهم معًا، بأن الهيئة هي أفضل الخيارات المتاحة، وأنها الوحيدة القادرة عمليًا على ضبط الوضع المحلي وتسيير شؤون السكان، إضافة إلى كونها مرنة ولديها قراءة واقعية للوضع السياسي وممكناته.
وبيّن أنه لتعميم الخطاب محليًا، توظّف الهيئة جهازًا دعائيًا يعتمد على شبكة من القنوات والمراسلين النشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، يتلقفون تصريحات قادة الهيئة ويعيدون تدويرها مع الإضاءة على “الأمن والاستقرار” و”نضج الرؤية” و”تلبية الاحتياجات” و”نجاح النموذج”.
يذكر أن الهيئة تعتمد في إيصال رسائلها على ذبابها الإلكتروني، الذي يوصف أنه من أهم الأسلحة التي تعتمد عليها الهيئة لتعزيز قوة سيطرتها على إدلب.