تستمر حالة التوتر الأمني والعسكري بين واشنطن وموسكو على الأرض السورية، وسط الخشية من تصاعد حدة هذا التوتر بين الطرفين.
ومما يؤكد حالة التوتر هو الرد الروسي العسكري على تدريبات أجراها التحالف الدولي مع جيش سوريا الحرة في منطقة بالتنف بالبادية السورية، من خلال الإعلان عن إجراء تدريبات لقوات النظام السوري في مناطق قريبة من القواعد الأمريكية.
وحسب مسؤول عسكري روسي، فإنه من المقرر في إطار التدريب التطرق إلى مسائل العمل المشترك للطيران والدفاع الجوي وقوات الحرب الإلكترونية رداً على الضربات الجوية (دون تحديد ماهيتها أو مصدرها)، وفق وكالة “تاس” الروسية.
وادّعى المسؤول العسكري الروسي أنه تم الإبلاغ عن تسعة انتهاكات لقواعد سلامة الطيران من قبل طائرات من دون طيار تابعة للتحالف الدولي من شمالي سوريا.
وفي هذا الجانب، قال الخبير الاستراتيجي العقيد أحمد حمادة لمنصة SY24، إن التدريبات العسكرية بين التحالف الدولي وقوات جيش سوريا الحرة في منطقة الـ 55 انتهت، وقد استعرضوا فيها الرصد والاستطلاع واستخدام أسلحة الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية.
وأضاف، أن اللافت للانتباه هو بدء المناورات الروسية مع النظام السوري ردا على مناورات التحالف الدولي، والتي تأتي في إطار التنافس الأمريكي الروسي، حيث تم استخدام فيها الحرب الإلكترونية والدفاع الجوي والطيران، للتنسيق بين هذه القوى والقوى البرية.
ولفت إلى أن هذه التدريبات الروسية تم تنفيذها في منطقة قريب جدا من المواقع الأمريكية شرقي الفرات، حسب تعبيره.
ورأى أن هذه المناورات وفي هذا التوقيت هو استعراض للقوة الروسية في هذه المنطقة بعد عدة اتهامات بأن الولايات المتحدة تقترب من المناطق الروسية، إضافة للادعاء الروسي بعدم تنسيق قوات التحالف الدولي مع القوات الروسية.
واعتبر أنها رسالة روسية لواشنطن بأن قواتها غير مسؤولة عن الطائرات التي لا تسير وفق التنسيق، مضيفا أن هذه المناورات والتدريبات هي نوع من التنافس ونوع من إعادة رسم التنسيق والتفاهمات العسكرية في سوريا التي باتت أرض الرسائل للقوى العسكرية المتواجدة فيها، وفق وصفه.
ومؤخراً، سلّطت تقارير غربية الضوء على خطوة أمريكية عسكرية وأمنية في وقت واحد، تتمثل بنشر القوات الأمريكية “طائرة الشبح F22” في قواعدها في سوريا، الأمر الذي أثار تساؤلات الكثير من المراقبين عن السبب وراء ذلك.
ورأت التقارير الغربية أنه لطالما كانت الولايات المتحدة قلقة بشأن المضايقات الروسية للقوات الأمريكية، لكنها لاحظت مؤخرًا ارتفاعًا كبيرًا في العدوان الجوي الروسي في سوريا، كما أنه على الأرض أيضًا، يواجه الجنود الأمريكيون مجموعة متنوعة من التهديدات من القوات الروسية، التي قامت بمضايقات جسدية وتهدد الأمريكيين في جميع أنحاء البلاد.
وفي نيسان/أبريل الماضي، أفاد مسؤولون أمريكيون أن المُقاتلات والمسيّرات الروسية تتحرش بوتيرة متزايدة بنظيرتها الأميركية في أجواء سوريا، في حين حذّر مراقبون من تفجّر الأوضاع بين الطرفين على الأرض السورية.