شهدت مدن الميادين والعشارة في ريف ديرالزور الشرقي استعراضاً عسكرياً ضخماً شارك فيه العشرات من عناصر ميليشيا حزب الله اللبنانية وبعض الميليشيات الشيعية المحلية الموالية لإيران، إذ تجولت عشرات السيارات والعربات المصفحة “محلياً” والمزودة بالمضادات الأرضية شوارع المدينتين وسط هتافات مناهضة لأمريكا وشعارات طائفية شيعية رددها عناصر تلك الميليشيات المسلحة.
الاستعراض العسكري لميليشيا حزب الله اللبنانية جاء بعد أيام قليلة من قيام ميليشيا فاطميون بتسيير رتل ضخم لقواتها داخل مدينة الميادين، حيث تجول لفترة زمنية محدودة في شوارع المدينة قبل أن يتفرق بين الأحياء السكنية خوفاً من تعرضه لهجمات من قبل طيران التحالف الدولي، أو لاستهداف من قبل الفصائل المسلحة التي تعارض الوجود الإيراني الشيعي في ديرالزور.
مراسل منصة SY24 في الريف الشرقي أشار إلى قيام ميليشيا حزب الله اللبنانية برفع الجاهزية بشكل كامل في المنطقة، حيث أوقفت جميع الإجازات واستدعت عناصرها المتواجدين خارج النقاط التابعة لها وطلبت منهم البقاء في المقرات العسكرية أو في المعسكرات الخاصة بها المشتركة مع الفرقة ١٧ التابعة لقوات النظام تحسباً لأي طارئ، وبالذات مع قيامها بوقت سباق باستهداف شمال فلسطين المحتلة بعدة قذائف هاون.
المراسل نقل عن مصادر خاصة قولها: إن الميليشيا رفعت الجاهزية في الميادين بعد مقتل أحد قيادات الميليشيات الإيرانية رمياً بالرصاص في وضح النهار بسوق المدينة وعلى مرأى من المواطنين، الأمر الذي دفعها إلى إصدار قرار يمنع العناصر بالسير بشكل فردي داخل الأسواق أو قبول الدعوات للمنازل وخاصة من بعض الأفراد والعشائر المعروفة بعدائها للوجود الشيعي في المنطقة.
التحركات الأخيرة للميليشيات الإيرانية تزامنت مع قيام قوات النظام بتسيير دوريات عسكرية في شوارع مدينة البوكمال الحدودية وقيامها بتفتيش المارة بشكل جيد بحثاً عن مطلوبين، وسط أنباء تتحدث عن اعتقال عدد من المدنيين بتهم متعددة منها التهرب من الخدمة الإلزامية ونشر الإشاعات بين المدنيين ومتابعة بعض الصفحات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي.
“ماجدة الفوزي”، من أهالي مدينة الميادين، تحدثت عن “استمرار الميليشيات الإيرانية بنشر راجمات الصواريخ والمضادات الأرضية داخل الأحياء السكنية، وذلك بعد أن استولت على عدد من منازل المدنيين وتخزين كميات من الأسلحة والذخائر فيها لتجنب أي هجمات من قبل قوات التحالف الدولي وضمان سلامة عناصرها أيضاً”، على حد قولها.
وفي حديثها مع مراسل المنصة SY24 في المدينة قالت: إن “الوضع يزداد سوءاً في الميادين والعشارة والريف الشرقي بشكل عام وذلك مع تزايد أعداد عناصر الميلشيات الإيرانية والشيعية ووصول تعزيزات قادمة من حلب ودمشق ونشرهم داخل الأحياء السكنية، و قيامهم بممارسات لا تليق بطبيعة المنطقة المحافظة الأمر الذي قد يمهد لمواجهة مع أبناء المنطقة من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني او حتى مع المدنيين من أبناء العشائر العربية”.
ويذكر أن الميليشيات الإيرانية والشيعية المتواجدة مدينة ديرالزور والريف المحيط بها عمدت، خلال الآونة الأخيرة، إلى رفع أعلام النظام فوق بعض مقراتها ونقاطها المتقدمة في البادية أو المتواجدة عند المعابر النهرية التي تصل مناطق النظام بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، وذلك لتجنب أي هجمات جوية قد تشنها طائرات التحالف الدولي ضدها في المنطقة.