يعاني قاطنو مخيم الهول للنازحين في ريف الحسكة من ظروف معيشية وإنسانية صعبة في ظل استمرار تدني مستوى الخدمات المقدمة لهم، ما تسبب بوقوع العديد من الإصابات وانتشار الأمراض بين المدنيين وخاصة الأطفال، ناهيك عن انتشار الفقر والجهل والأمية وارتفاع معدل الجريمة وزيادة واضحة في عدد المدمنين على المشروبات الكحولية والمواد المخدرة.
الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها سكان الهول جاءت نتيجة عدم قيام إدارة المخيم، طوال السنوات الماضية، بتوفير المستلزمات الضرورية للنازحين من مياه نظيفة وكهرباء ورعاية صحية وغيرها من الخدمات الأساسية، في الوقت الذي ما يزال فيه الوضع الأمني الهش يشكل هاجساً مقلقاً للمدنيين مع استمرار الهجمات المنظمة التي تنفذها خلايا تنظيم داعش داخل الهول.
ونقل مراسل SY24 في الحسكة عن مصادر مطلعة قولها: إن النازحين في المخيم يعانون من ظروف معيشية صعبة مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل في ظل ارتفاع درجات الكبير الذي تشهده المنطقة، حيث بلغت درجات الحرارة قرابة 45 درجة مئوية في الظل، الأمر الذي زاد من عدد الإصابات بضربات الشمس وخصوصاً بين الأطفال.
المراسل أشار أيضاً إلى انخفاض نسبة المياه النظيفة التي تصل إلى المخيم عبر الصهاريج التي تعاقدت معها إدارته، وذلك بسبب انخفاض قيمة العقود التي قدمها مسؤولو المخيم للموردين وعدم تحقيقها مكاسب مالية لهم في ظل استمرار انقطاع المياه عن مدينة الحسكة وغلاء ثمن المحروقات وزيادة تكاليف النقل إلى الضعف، الأمر الذي تسبب بتقليل حصص المياه للنازحين إلى “أقل من النصف”.
فيما أكدت مصادر طبية ارتفاع عدد المصابين بلدغات العقارب في مخيم الهول لأكثر من ثلاث أضعاف المصابين خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وسط حالة من الخوف لدى النازحين من تسبب هذه اللدغات بوفيات بين الأطفال مع تدني مستوى الخدمات الطبية المقدمة لهم، وأيضاً استمرار إغلاق بعض المراكز الطبية التي تديرها المنظمات الدولية نتيجة التهديدات المستمرة التي يتلقاها موظفوها من عناصر تنظيم داعش المتواجدين في الهول.
من جانبها، إدارة مخيم الهول للنازحين أعلنت أنها بصدد إخراج دفعة جديدة من أهالي الرقة وريف ديرالزور المحتجزين في المخيم ضمن مشروع “الوساطة العشائرية” التي أطلقها وجهاء المنطقة بوقت سابق، وأيضاً من أجل تخفيف الضغط عن بقية النازحين وتقليل المصاريف في ظل تناقص قيمة الدعم المقدم لهم من المنظمات والدول المانحة، وسط مطالبات للدول التي تملك رعايا في المخيم بضرورة العمل على استعادتهم في أقرب فرصة أو تقديم تبرعات مالية وعينية لضمان استمرار عمل المخيم.
والجدير بالذكر أن المخيم الذي يعيش فيه أكثر من 57 الف نسمة جلهم من النساء والأطفال يعاني من ظروف صعبة في ظل استمرار نقص الدعم المقدم له من قبل المنظمات الإغاثية والدول المانحة، بالإضافة إلى رفض عدد كبير من النازحين العراقيين البالغ عددهم قرابة 28 ألف نسمة العودة إلى بلادهم لتخوفهم من تعرضهم للاعتقال أو التصفية الجسدية على يد الميليشيات الإيرانية والشيعية التي احتلت مدنهم، ما زاد من الأعباء المتراكمة على إدارة المخيم.
في الوقت الذي ما يزال فيه تنظيم داعش يشكل التهديد الأول للنازحين وإدارة وموظفي مخيم الهول على حد سواء، وذلك بسبب استمراره بشن عمليات عسكرية ضد معارضيه من المدنيين أو ضد عناصر حراسة المخيم من قوات الأمن الداخلي “الأسايش”، بالرغم من الحملات الأمنية التي أطلقتها “قوات سوريا الديمقراطية” داخل المخيم واعتقالها عدد كبير من الأشخاص قالت إنهم “خلايا نشطة لداعش”، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة بعناية داخل خيام النازحين.