أكد مراقبون ومحللون اقتصاديون أن تطبيع بعض الأنظمة العربية علاقاتها مع رأس النظام السوري بشار الأسد، لن يكون لها أي دور لإنعاش اقتصاده المنهار.
جاء ذلك عقب النزيف الحاد الذي تشهده الليرة السورية مقابل الدولار، إضافة إلى موجة غلاء الأسعار، وذلك في عموم مناطق سيطرة النظام.
ورأى مراقبون أن البروباغندا التي رافقت دعوة النظام السوري إلى قمة جدة اعتبرها انتصارًا دبلوماسيًا وإلقاء خطابات جوفاء لم تفيده في معركته السياسية، مضيفين أن الانفتاح العربي لم يمنحه حبل النجاة الاقتصادي، فالليرة تترنح اليوم وتقترب من الانهيار، ولا زالت أصوات الخطابات الجوفاء في قمة جدة تتردد في مسامعنا.
وتابعوا، أنه لهذا السبب، هناك ثلاثة أمور لن تتحقق أبدًا رغم التطبيل الروسي لهذا المشروع وهي: النظام لن يعود إلى الحياة من جديد حتى لو فتح كل أبواب الجامعات العربية له، ولن تحدث لقاءات ثنائية مع القيادة التركية الجديدة، ولن يستعيد النظام سيطرته على مناطق خارج سيطرته وخاصة إدلب وشرق الفرات قبل تطبيق 2254، وفق تعبيرهم.
من جهته، رأى الخبير الاقتصادي محمد حاج بكري في حديثه لمنصة SY24، أنه بعد عودة الأسد إلى الجامعة العربية كان جمهور الموالاة بحالة انتعاش، على اعتبار أن الأموال ستبدأ بالتدفق بشكل كبير للخزينة السورية، لكن تبين أن هذا الموضوع شكّل صدمة للموالين خاصة أنه مشروط بعدة شروط منها تطبيق القرار الأممي 2254 على أساس خطوة بخطوة.
وأشار إلى أن هذا الموضوع ظهرت آثاره تدريجيا، فالمصادر التي من الممكن للنظام أن يخلق منها مصادر دخل تم رهنها بالكامل لروسيا وإيران اللتان تعانيان من مشاكل عدة وليس باستطاعة النظام الاعتماد عليهما.
وأوضح، أمّا بالنسبة للبنك المركزي التابع للنظام، فالاحتياطي النقدي في سوريا اليوم (صفر)، وغير قادر أن يخلق مصادر دخل، وطباعة عملة من فئات جديدة ستؤدي إلى مزيد من التضخم، في حين أن الناس فقدت ثقتها بأي علاقة مادية مع النظام، خاصة وأن ثقة الشعب السوري بالليرة السوري أصبحت بالحضيض نتيجة تدهور سعر الصرف ونتيجة الحرب التي ما زالت قائمة ونتيجة انتشار البطالة وارتفاع حد الفقر ونتيجة عطالة كبيرة بالإنتاج، إضافة إلى رهن مقدرات سوريا بالمطلق وآخرها مطار دمشق الدولي، وغياب التصدير في سوريا نتيجة سمعة سوريا النظام المرتبطة بالمخدرات، يضاف إلى ذلك الفساد المنتشر في سوريا، وبالتالي فإن الليرة السورية إلى مزيد من التدهور لأنه لا يوجد عوامل قوة ولا مصادر لخلق الثروة على الإطلاق.
وفي السياق، رفع مصرف سورية المركزي التابع للنظام، اليوم الثلاثاء، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار إلى 9000 ليرة للدولار الواحد، بينما بلغ سعر صرف الدولار في السوق السوداء بسوريا 10 آلاف ليرة سورية.
وكان المركزي حدد، أمس الإثنين، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار للحوالات والصرافة بـ 8800 ليرة للدولار الواحد.
وسجّلت أسعار صرف الدولار، اليوم، في أسواق دمشق: 10 آلاف ليرة سورية مبيع، 9000 ليرة سورية شراء.
وفي أسواق حلب: 10200 ليرة سورية مبيع، و10100 ليرة سورية للشراء.
وفي أسواق إدلب: 9950 ليرة سورية مبيع، و9900 ليرة سورية شراء.
ووصل سعر غرام الذهب من عيار 21 إلى 533 ألف ليرة سورية للمبيع، و532 ألف ليرة سورية للشراء.