باتت محاولات التخفيف من ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، الشغل الشاغل للقاطنين في مناطق النظام السوري، بالتزامن مع أزمات ترافق هذا الهم اليومي ألا وهو انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة جدا.
ويؤكد مهتمون بأحوال الطقس في سوريا، أن موجة الحر التي تشهدها البلاد ستكون بذروتها نهاية هذا الأسبوع وطيلة أيام الأسبوع القادم.
وأشاروا إلى أن درجات الحرارة تتراوح، اليوم الخميس، بين 40 و43 درجة مئوية، وذلك في عدد من المحافظات السورية.
ومع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء والمياه تتفاقم معاناة القاطنين في مناطق النظام، فلا توجد أي مقومات أو وسائل تخفف من حرّ الصيف.
وفي هذا الجانب قالت إحدى القاطنات في مناطق النظام لمنصة SY24، إن ارتفاع درجات الحرارة بات أمراً لا يحتمل أبداً، خاصة مع ساعات التقنين الطويلة للكهرباء وحتى غيابها في الآونة الأخيرة لمدة 48 ساعة متتالية.
وأضافت، أن المعاناة ليست بانقطاع الكهرباء فقط في ظل الأجواء المناخية الحارة، بل يمتد الأمر إلى انقطاع المياه اللازمة للاستحمام أو للتخفيف من حرارة الطقس في المنازل.
وأشارت إلى أن أسرتها تعتمد في التخفيف من حرارة الأجواء على المروحة التي تعمل على البطارية والتي يتم شحنها بالكهرباء، إضافة إلى الاعتماد على المكيف الذي يعمل بالبطارية أيضاً.
ولفتت إلى أن أسرتها اشترت قبل عامين مروحة تعمل على البطارية بسعر 80 دولار تقريباً، إضافة لشرائها العام الماضي بطارية لشحن الأدوات الكهربائية في المنزل بسعر 700 دولار.
وبيّنت أن كثيراً من العائلات لا تملك المال الكافي لشراء المرواح أو شراء قوالب الثلج على سبيل المثال، نظراً لغلاء الأسعار.
وقبل أيام، أفادت وسائل إعلام النظام، أن التيار الكهربائي انقطع بشكل مفاجئ عن عموم سوريا وفي آن واحد، في حين زعم مصدر في حكومة النظام أن عطلاً أدى إلى قطع عام للكهرباء عن دمشق وضواحيها، في حين شهدت مناطق أخرى مثل مدينة حمص والساحل السوري غياباً تاماً للتيار الكهربائي.
وبالتوجه صوب الشمال السوري، ورغم توفر الكهرباء إلا أن المعاناة من ارتفاع درجات الحرارة موجودة وخصوصا لدى القاطنين في المخيمات.
وأفاد الناشط الإعلامي فادي شباط لمنصة SY24، أن الوسيلة الرئيسية لهروب الناس من ارتفاع الحرارة هي التوجه إلى تحت الأشجار، لا سيما مع العجز عن تأمين البطاريات والمراوح بسبب ارتفاع أسعارها، والتي يصل سعرها إلى حدود 20 دولار وما فوق، في حين يصل سعر البطارية إلى حدود 60 دولار ويختلف سعرها باختلاف أنواعها.
من جهته، قال مصدر مهتم بالشأن الإغاثي والطبي شمال سوريا لمنصة SY24، إن الحياة في المخيمات ليست صعبة فقط في الشتاء بل في الصيف أيضا، رغم أن قدوم الصيف هو أهون من قدوم الشتاء لنازحي تلك المخيمات، لكن ذلك القدوم والذي يرافقه الحر الشديد يجعل العيش في الخيمة كأنه الجحيم، إضافة إلى ما يرافق قدوم الصيف من حشرات وظهور للأفاعي والعقارب، إضافة إلى انتشار أمراض الإسهالات والتهاب الكبد الوبائي واللشمانيا، بسبب عدم وجود صرف صحي في الكثير من المخيمات.
وحذر فريق الدفاع المدني السوري من خطر التعرض لأشعة الشمس المباشرة، لا سيما وقت الظهيرة، موجها عددا من النصائح في ظل ارتفاع درجات الحرارة وأهمها الإكثار من شرب الماء والسوائل، تجنَّب الأنشطة الشاقة خلال أشد ساعات اليوم حرًا، ارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة، عدم ترك الأطفال في السيارات المركونة، لمنع الإنهاك الحراري والأمراض الأخرى المرتبطة بالحرارة، وعدم اشعال النيران في المزارع، وفي القرب من الخيام .
ولا يختلف الحال بالنسبة للقاطنين في المنطقة الشرقية صيفاً، إذ أوضح أحد أبناء المنطقة والذي يقطن في مناطق قسد لمنصة SY24، أن اعتماد الأهالي للتخفيف من معاناة حر الصيف على المولدات الكهربائية التي تعمل 8 ساعات، أو 16 ساعة، أو 24 ساعة في اليوم، في حين أن قسما من الأهالي يشتري مولدات خاصة أو قسم آخر يعتمد على البطاريات لتشغيل المراوح أو مكيفات الماء أو مكيفات الغاز في المنازل.