أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من عدم التمكن من التوصل إلى قرار بتمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري، محذراً من كارثة إنسانية ستصيب نحو 4 ملايين مدني في تلك المنطقة.
وذكر الاتحاد الأوروبي في بيان، اليوم الخميس، أن عدم تجديد قرار مجلس الأمن نتيجة لحق النقض الروسي، سيزيد من تفاقم الوضع الإنساني المتردّي أساساً في شمال غرب سوريا، وسيعطّل على نحو خطِر تسليم الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة إلى ملايين المحتاجين.
وأضاف البيان، أن الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق عميق إزاء تأثير هذا القرار وزيادة تسييس المساعدة الإنسانية المقدّمة إلى من هم بأمسّ الحاجة إليها.
وأكد أن وقف التسليم عبر الحدود سيؤدي إلى فقدان شريان الحياة الوحيد لأكثر من 4 ملايين شخص يعيشون في شمال غرب سوريا، بما في ذلك قرابة 3 ملايين نازح داخلياً.
واعتبر أن الفشل في إيصال المساعدات للشمال السوري، سيسبب المزيد من المعاناة غير الضرورية للشعب السوري الذي تأثر بأكثر من عقد من الصراع وعواقب زلزال مدمّر.
وأكد الاتحاد الأوروبي أنه سيواصل بذلَ قصارى جهده لتوفير المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة والتي تشتدّ الحاجة إليها، من أجل المحتاجين في شمال غرب سوريا عبر جميع الطرائق المُتاحة، والتي لا يمكن أن تحلّ محلّ شريان الحياة الذي توفّره المساعدات الإنسانية عبر الحدود و التي تنسّقها الأمم المتحدة.
من جهته، أرسل المكتب الإعلامي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية عبر الإيميل، جزءً من رد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ، ليندا توماس جرينفيلد على “الفيتو” الروسي بوجه قرار تمديد آلية إدخال المساعدات للشمال السوري جاء فيها، أن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل عميقة من حق النقض الروسي غير الإنساني للمساعدات الإنسانية عبر الحدود لسوريا.
وأوضحت السفيرة الأمريكية، أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب أن يأذن بتمديد الوصول عبر الحدود إلى سوريا لمدة 12 شهرًا من أجل تأمين شريان الحياة الحيوي هذا للشعب السوري.
وزادت بالقول، إن روسيا منعت هذا القرار على الرغم من دعم المجلس الساحق ودعوات الأمين العام للأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة على الأرض.
وأكدت أن الولايات المتحدة ستستمر في دعم الشعب السوري، وسنظل ملتزمة بإعادة تفويض الآلية العابرة للحدود.
ويؤكد الدفاع المدني السوري، “أن الأزمة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في سوريا، هي انعكاس لغياب الحل السياسي وتجاهل المجتمع الدولي لتطبيق قرار مجلس الأمن “2254” وعودة المهجرين قسراً وإنهاء مأساة العيش في مخيمات التهجير التي تنعدم فيها مقومات الحياة وتزيد من تفاقمها حالة الحرب ومحاربة روسيا ونظام الأسد للسوريين بقوت يومهم”.
واستخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، وذلك ضد قرار تمديد آلية إدخال المساعدات إلى الشمال السوري، الأمر الذي أثار ردود فعل منددة وغاضبة دولية ومحلية.
وصوتت روسيا ضد القرار الذي يهدف إلى تمديد آلية إيصال المساعدات لمدة 9 أشهر من خلال معبر باب الهوى إلى الشمال السوري، بعد انتهاء التفويض بشأن هذه الآلية، يوم التاسع من تموز/يوليو الجاري.