تستمر حوادث الحريق بوقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين وخصوصا من بينهم أطفال، بالتزامن مع ظروف إنسانية ومعيشية صعبة يعاني منها على وجه الخصوص القاطنين في المخيمات.
وزادت في الأشهر الأخيرة، حالات الوفاة اختناقاً بوسائل التدفئة، ولاسيما نتيجة تسرب مادة الغاز المنزلي، سواء من المدافئ التي تعمل عليه، أو أجهزة تسخين مياه الحمام، وخصوصا في فترة فصل الشتاء، رغم كل التحذيرات.
وفي المستجدات، أفاد مراسلنا في الشمال السوري، اليوم الجمعة، بوفاة طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، وإصابة 3 أطفال آخرين مع والدتهم بحروق، من جراء تسرب للغاز المنزلي في المطبخ، وذلك في مدينة أعزاز شمالي حلب.
وأشار مراسلنا إلى أن العائلة المتضررة والضحايا هم عائلة المتطوع في فريق الدفاع المدني السوري أحمد شيخ رشيد.
وسارع فريق الدفاع المدني إلى انتشال جثمان الطفلة وإسعاف المصابين إلى المستشفى، وإخماد الحريق.
وأعرب فريق الدفاع المدني إضافة إلى ناشطين سوريين في الشمال، عن تعازيهم للمتطوع أحمد بوفاة طفلته، آملين السلامة والشفاء العاجل لزوجته وأطفاله الآخرين.
ومطلع العام الجاري، لقي الشاب “أحمد دربوك” العامل في إحدى المنظمات الإنسانية، في ريف حلب وزوجته “غيداء دربوك”، حتفهما إثر اختناقهما بغاز أول اكسيد الكربون الذي يعرف باسم “القاتل الصامت”، حيث تسرب الغاز من سخان المياه بالحمام، في مكان إقامتهم بمخيم احتيملات قرب مدينة أعزاز، حسب ما رصدته منصة SY24.
ومطلع حزيران/يونيو الماضي، وثق فريق “منسقو استجابة سوريا” أكثر من 216 حريق شمال سوريا، وذلك منذ مطلع العام الجاري 2023.
وأشار إلى أن هذه الحرائق تسببت بالعديد من الضحايا والإصابات في صفوف المدنيين، وقد توزعت الحرائق والأضرار وفق الترتيب التالي: 137 حريقاً ضمن المنازل، أسفرت عن 29 إصابة بينهم 11 امرأة و7 أطفال، إضافة إلى التسبب بوفاة 4 أطفال.
ويؤكد أحد المتطوعين في فريق الدفاع المدني لمنصة SY24، أن أغلب الحرائق تكون بسبب وسائل التدفئة التي تعمل على الوقود، أو الفيول، أو المواد البلاستيكية، أو الكهرباء، كما تسببت وسائل تسخين المياه والتدفئة التي تعمل بالغاز المنزلي بحالات وفاة وإصابات باختناق في مناطق شمال غربي سوريا هذا الشتاء.
كما يؤكد فريق الدفاع المدني السوري وعقب استمرار اندلاع الحرائق في الشمال السوري، أن هناك تحديات وصعوبات كبيرة تواجه المدنيين والمهجرين في مناطق شمال غربي سوريا والمخيمات، بسبب استمرار حرب النظام وروسيا لأكثر من 12 عاماً، في ظل ظروف معيشية صعبة، ولا حل إلا بعودتهم إلى منازلهم ومدنهم التي هجروا منها.