شهدت عموم مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا اندلاع عدد من الحرائق تسببت بخسائر مادية وبشرية كبيرة، وسط مطالبات بضرورة تفعيل عمل منظومة الإطفاء التابعة لفريق الاستجابة الأولية بغرض السيطرة على هذه الحرائق وإخمادها قبل أن تنتشر وخاصة داخل الأراضي الزراعية.
حيث تسبب انفجار ضخم في محطة تل كوجر للوقود في ريف الحسكة بمقتل اثنين من العاملين في المحطة وإصابة عدد كبير من المدنيين بحروق متنوعة من الدرجتين الثانية والثالثة، دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الانفجار، فيما تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على هذا الحريق بعد ساعات من اندلاعه.
فيما تحدثت مصادر محلية عن مقتل طفلة رضيعة وإصابة اثنين من أفراد عائلتها بحروق متنوعة بعد اندلاع حريق في منزلهم بقرية “سميحان” بريف تل براك جنوب مدينة القامشلي، وذلك بسبب انفجار جهاز طبخ منزلي “بابور”، حيث تم إسعاف المصابين إلى مركز المنطقة الصحي في المنطقة وسط معلومات تتحدث عن عدم استقرار الحالة الصحية للمصابين.
في الوقت الذي تمكنت فيه فرق الإطفاء من إخماد حريق وصف بالـ هائل اندلع داخل صهريج لنقل المحروقات أمام كلية الزراعة بجانب دوار الفروسية وسط مدينة الرقة، حيث استطاع الفريق التعامل بسرعة مع الحريق واخماده قبل وصوله إلى صهريج المحروقات وباقي الشاحنات المتوقفة بجانبه، فيما أصيب اثنين من السائقين بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة تم نقلهم إلى مشفى الرقة الوطني.
فريق الاستجابة الأولية التابع لـ”الإدارة الذاتية” كان قد حذر منذ بداية الشهر الجاري من احتمال اندلاع الحرائق في عدد من المناطق المختلفة في شمال شرق سوريا، وذلك بسبب “الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي قد يسبب اشتعال النيران مع أصغر مسبب لها وانتقالها بسرعة وخاصةً في الأراضي الزراعية الجافة والأماكن التي تحتوي مواداً قابلة للاشتعال كالمحروقات والقطن وغيرها”.
الأهالي من دورهم طالبوا “الإدارة الذاتية” بضرورة تفعيل عمل منظومة الإطفاء وتزويدها بأحدث المعدات اللازمة للمساعدة في اخماد الحرائق وفتح باب التطوع داخلها، ورفع أجور العاملين فيها نظراً للمخاطر الكبيرة التي يتعرضون لها أثناء إخماد الحرائق وبالذات في فصل الصيف، وأيضاً وضع تأمين صحي لجميع العاملين وتعويضهم عن أي إصابة عمل يتعرضون لها أثناء إخماد تلك الحرائق.
والجدير بالذكر أن المنطقة قد شهدت، خلال الأيام الماضية، اندلاع عشرات الحرائق في مناطق مختلفة شرقي سوريا تسببت بخسائر مادية كبيرة للمواطنين، بالإضافة إلى وفاة عدد من الأشخاص بينهم أطفال وإصابة آخرين بحروق متنوعة، وسط دعوات بضرورة افتتاح أقسام خاصة بالحرائق داخل المراكز الصحية وتأمين الأدوية والمراهم الضرورية لمعالجة تلك الإصابات، بدلاً من التكاليف الباهظة الناجمة عن نقل عدد من المصابين إلى مشافي دمشق أو حلب لعلاجهم فيها.