تفيد الأنباء الواردة من الشمال السوري بأن القطاع الطبي أحد أهم القطاعات التي ستتأثر بقرار توقف إدخال المساعدات إلى المنطقة، وسط التحذيرات من كارثة طبية والمخاوف على حياة الآلاف من المرضى.
ويعاني القطاع الطبي أصلاً من صعوبات وتحديات زاد من حدتها جائحة الكوليرا إضافة إلى جائحة كورونا، وغيرها من الأمراض الأخرى المنتشرة في المنطقة، الأمر الذي شكّل عبئاً كبيراً على هذا القطاع.
وقبل أيام، استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، وذلك ضد قرار تمديد آلية إدخال المساعدات إلى الشمال السوري، الأمر الذي أثار ردود فعل منددة وغاضبة دولية ومحلية.
وحول ذلك قال الدكتور مأمون سيد عيسى، المهتم بالشأن الإغاثي والطبي شمال سوريا لمنصة SY24، إن لقد بين تقرير يخص الأوضاع الإنسانية صدر عن إحدى مؤسسات الأمم المتحدة في نهاية العام الماضي، أن 4.1 مليون شخص (من 4.5 مليون) يحتاجون إلى المساعدة، أي بنسبة 91 % من السوريين في شمال وشمال غرب سوريا.
وأضاف، أن معظم السوريين في المنطقة أوضاعهم صعبة ويعتمدون على القطاع المجاني في الحصول على الرعاية الصحية، وهذا القطاع بالأصل يعاني من عجز في التمويل بسبب نقص المساعدات الدولية وهو قطاع مستهلك وليس منتج، وإذا انقطع تمويله بسبب عدم إدخال المساعدات لا يمكن أن يصمد وسوف تنهار منشآته التي تقدم خدمات الرعاية الطبية الأولية والثانوية والثالثة، وهذا سيؤدي إلى كارثة في توقف المشافي، المستوصفات، عربات الإسعاف، انقطاع الأدوية المزمنة في المستوصفات المجانية، خدمات توليد وخدمات عديدة.
وأنذر أنه لا يمكن للسوريين في المنطقة أن يصمدوا بغير هذه الخدمات إن انقطعت، ربما أكثر من أسابيع، خلافا للقطاعات الأخرى التي يمكن أن يصمدوا إذا انقطعت، شهورا عديدة، حسب تعبيره.
وتفتقر المستشفيات في المنطقة إلى أجهزة نوعية، وأجهزة تخدير، وأجهزة أشعة، والطبقي المحوري وكلها أثرت بشكل كبير على علاج المرضى والمصابين.
كما يعاني الشمال السوري كذلك من أوضاع إنسانية صعبة، خصوصا بعد كارثة الزلزال في 6 شباط/فبراير الماضي والذي زاد أيضا من حجم الضغط على القطاع الصحي.
وحينها، أطلقت مديرية صحة إدلب نداء استغاثة عاجل وطارئ، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والعالم أجمع دعم المنشآت الطبية في محافظة إدلب بكافة المستلزمات الطبية على الفور.
ومطلع العام الجاري 2023، مدد مجلس الأمن الدولي من جديد ولمدة ستة أشهر إضافية الآلية العابرة للحدود لإدخال المساعدات الإنسانية، بالتزامن مع فشل روسيا في إشهار “الفيتو” في وجه هذا القرار.
من جانبه قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا دان ستونيسكو في بيان: “مرة أخرى تقوم روسيا بتسييس المساعدات الإنسانية ومصير ملايين السوريين الذين يعانون باستمرار.