لم تعلم “تسنيم جبارة” أن حبها للتصوير و محاولاتها العديدة في التقاط الصور بواسطة هاتفها المحمول، قد يتحول من هواية وشغف إلى مهنة وفرصة عمل خاصة بها في مدينة إدلب، حيث اتجهت نساء كثر إلى امتهان التصوير الفوتوغرافي الخاص للمناسبات والأفراح والحفلات، كفرصة عمل ومصدر دخل، وسط ظروف اقتصادية متردية تشهدها المنطقة بشكل عام.
اعتمدت الشابة العشرينية “تسنيم” على نفسها في تعلم التصوير واكتسبت خبرة من برامج اليوتيوب، قبل أن تتخذ من التصوير مهنة لها قبل عدة أشهر، في حين توجهت سيدات أخريات إلى حضور التدريبات في المراكز الخاصة لاحتراف التصوير والمونتاج، وهناك بعض المشاريع المتخصصة بدعم وتمكين المرأة، وأولت الجانب الإعلامي مساحة كبيرة، وساعدت النساء على دخول مجال التصوير وتعلم أساسيات المهنة.
ومع بداية الصيف وكثرة المناسبات دخلت “تسنيم” مجال التصوير والمونتاج بشكل احترافي، تقول في حديثها إلينا: إن عملها لاقى إعجاباً وتشجيعاً من أهلها ومحيطها، وشجعتها صديقاتها على الاستمرار، بسبب أسلوبها المميز في التصوير، وكانت تنشر أعمالها على صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساعد في توسع دائرة معارفها وزيادة الطلب على عملها.
إذ تلتقط صوراً للذكرى في مناسبات الأفراح ولاسيما حفلات الزفاف، وتقوم بإنتاج الفيديوهات الخاصة بالحفل، تاركة بصمة مميزة في عالم التصوير حسب رأي زبائنها.
تدير الشابة صفحة بعنوان Tasneem) (Photography وتقول: إنها “تنشر اللقطات والصور الجميلة عليها بعد أن دخلت مجال تصوير الأفراح والمناسبات كونه يختص بتفاصيل دقيقة ترغب النساء بالاحتفاظ بها”، كما توسع عملها ليشمل الصور الاحترافية للأطفال والسيدات في جميع المناسبات.
اقتنت “تسنيم” كاميرا احترافية، وجهاز لابتوب لإنتاج المقاطع المصورة وصنع الفيديوهات الاحترافية، وامتهنت التصوير وتوسع عملها خارج مدينة إدلب إلى المدن القريبة منها، بسبب الإعجاب الذي حظيت به من قبل زبائنها عدد من السيدات الراغبات في التصوير.
تخبرنا أن عملها الحالي وسط توقف دراستها لظروف شخصية، أمّن لها مصدر دخل جيد، وجعلها تعتمد على نفسها في تأمين مصروفها وتلبية حاجتها الشخصية، حيث تتقاضى على جلسة التصوير في حفلة الزفاف قرابة 30 دولار، مقابل عملها لمدة أربع ساعات، وعلى الصور الفردية للأطفال 10_15 ليرة تركية، وقد تختلف الأجور إذا كان مكان التصوير بعيداً عن مكان سكنها في إدلب المدينة.
“تسنيم” واحدة من عدة شابات عملن في التصوير الخاص بعيداً عن العمل الإعلامي، لتأمين دخل مادي مناسب، والاعتماد على أنفسهن في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وقلة فرص العمل.