لمى عباس.. هل باتت ظاهرة للتنفيس عن المواطنين في مناطق النظام؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تتصدر أخبار لمى عباس والمدعو أحمد رافع إضافة للمدعو بشار برهوم، واجهة المشهد في الأحداث الحياتية داخل مناطق النظام السوري، في حين يرى مراقبون أن ظاهرة هذه الأسماء التي بدأت تطفو على السطح هي وسيلة أمنية للتنفيس عن المواطنين في تلك المناطق.

ومنذ عدة أيام، رجّح مراقبون وناشطون أن النظام هو من أطلق العنان للمدعوة لمى عباس للتنفيس عن القاطنين في مناطق النظام وعن حاضنته الشعبية، كما أنه سمح لها بالخروج ببث مباشر بين يوم وآخر لتنتقد فيه النظام وحكومته الفساد المستشري، ولتهدد بأنها تمتلك بحوزتها ملفات فضائح يمكن أن تطيح بكثيرين، وفق ادعاءاتها، بحسب وجهة نظرهم.

وكان من أبرز ما قالته في بثها المباشر: “أولادنا ماتوا من الجوع من وراء سكوتنا، ما الذي يجعلك تسكت، أنتم لستم أكثر من قطيع وإن كنتم حشرة سوف يدوسونكم، الثورة هي فكرة وبدون مثقفين لا تحدث ثورة، الحل أن نخرج من حالة الكمون، نحن ليس لدينا حليف لأن الحليف يساعدك، هو يملك أكبر حقول الغاز في العالم و نحن ليس لدينا غاز، الحليف يساعد الدول المجاورة بالقمح ولا يساعدنا، الحليف دخل ليستعمرك ويأخذ خيراتك، الحليف دمر بلدي وتركني أغرق أغرق”.

وكان من اللافت لانتباه كثيرين ومما زاد من سخرية وتهكم آخرين، هو طرد لمى عباس لدورية أمن حاولت اقتحام منزلها من أجل اعتقالها، لتنتفض هي وأولادها في وجه عناصر الدورية وتهددهم أنها في دولة قانون وأنها تريد منهم إبراز مذكرة الإحضار، لينتهي المشهد الليلي بعبارة “نحن نعتذر” والتي خرجت من عناصر الدورية، بحسب مقطع الفيديو الذي تداوله رواد منصات التواصل الاجتماعي وتناقلته العديد من الصفحات والشبكات.

وقلل كثيرون من حالة لمى عباس، معتبرين أن النظام وأذرعه الأمنية هم من سمحوا لها بالخروج والتحدث بهذه الأريحية، والسماح لها بالنقد والتهديد والوعيد، بحجة محاربة الفاسدين والفساد، ومحاربة الغلاء والأزمات الاقتصادية.

ولا يختلف الحال بالنسبة للمدعو بشار برهوم، الذي يقطن في مناطق النظام ويخرج بين الفينة والأخرى لانتقاد النظام وحكومته، وتهديد كل من يحاول إسكات لمى عباس، وغيرها من المسرحيات المكشوفة بالنسبة لكثيرين من باب “التنفيس عن الشعب”، وفق ناشطين.

ويضاف إلى تلك الشخصيات، ظاهرة أخرى تتصدر الواجهة في مناطق النظام، وهي شخصية الممثل الموالي للنظام وبشكل كبير جدا، المدعو أحمد رافع، الذي يتفاخر بولائه الشديد لرأس النظام السوري، وعلاقاته مع الضباط والمتنفذين التابعين النظام، لكنه بات مادة دسمة للسخرية والفضائح بالنسبة لعدد من وسائل الإعلام، بحسب ما ينشر على منصات التواصل الاجتماعي.

وحول تلك الشخصيات التي يستخدمها الأسد كذراع للتنفيس عن الشعب وامتصاص غضب الشارع من أزماته، قال المحامي عبد الناصر حوشان لمنصة SY24 ، إن “لمى عباس وبشار برهوم، هم من منتسبي الحزب القومي السوري، وأغلب علوية الساحل ينتمون لهذا الحزب، إذ يأتي هذا الحزب في المرتبة الثانية بعد حزب البعث هناك، وهناك نوع من الصراع الخفي بين أتباع كلا الحزبين”.

ولفت إلى أن هذه اللهجة المرتفعة بنقد الوضع القائم حدودها ما دون بشار أسد أو عائلته، وتوجيه النقد فقط لحكومة النظام وحيتان الاقتصاد والمسؤولين البارزين.

وذكر أن الذراع العسكري للحزب القومي هي ميليشيات نسور الزوبعة، التي بلغ تعدادها حوالي 15 ألف شبيح، وهي تعتبر منافس لكتائب البعث والمجموعات الطائفية الأخرى.

وتابع، لذلك يرى هؤلاء أنهم أصحاب حق في هذا البلد وأنهم شاركوا في تحريره من العصابات الإرهابية، وهذا ما يفسر صوتهم العالي في نقد الحكومة أو الوضع المعيشي، لكنّ هذا النقد لا يزعج الأسد ولا أتباعه لأنه يعطي صورة عن تسامحه وانفتاحه على الشعب، وهو ما يساعده في تحسين صورته أمام المجتمع الدولي ويظهر نفسه بأنه استجاب للمطالب الدولية بتغيير سلوكه.

واعتبر أن مسرحية توقيف لما عباس، هي فركة اذن لأنها تجاوزت الحد المسموح لها لمّا تطاولت على القيادة والحزب، وهو ما يعتبره البعثيون من آل أسد وأتباعهم من المحرمات، فكان لا بد من هذا المشهد التأديبي لها حتى يعتبر غيرها ممن يفكر بالتطاول على القيادة والحزب، باعتبار أن الحزب هو الغطاء السياسي لمنظومة الإجرام التي عاثت في البلاد فسادا.

وتهكم كثيرون على لمى عباس ورافع وبرهوم بالقول “مسؤولو الحرب النفسية لدى النظام كانوا ولا يزالوا مستمرين باللعب بعقول معظم جمهور المعارضة، كنا برامي مخلوف ثم أحمد رافع، والآن لمى عباس.. ومستمرون”.

مقالات ذات صلة