تستغل عدداً من المدارس في محافظة إدلب شمالي سوريا فترة الصيف في إقامة أنشطة طلابية متنوعة تعرف باسم (النادي الصيفي)، ويستهدف الطلاب في المرحلة الابتدائية وطلاب الصف الخامس والسادس، بحيث تتيح المجال لأي طالب ضمن الفئة العمرية المستهدفة بالحضور، شريطة الالتزام بالدوام ومتابعة الأنشطة الأخرى.
التحقت المعلمة “نوال محمود” في النادي الصيفي منذ 15 حزيران الماضي، حيث يستمر إلى منتصف شهر آب الجاري، مقابل راتب رمزي، تقول في حديثها إلينا: إن “الأنشطة التي يقدمها النادي الصيفي ترفيهية وتعليمية في آن واحد، وتشمل دورات تقوية في المواد الأساسية للطلاب كمادة اللغة العربية اللغة الانجليزية ومادة الرياضيات فضلاً عن أنشطة السباحة الرياضة والحساب الذهني وجلسات الدعم النفسي”.
تشرف المنظمات الإنسانية المهتمة بالتعليم على النوادي الصيفية في المدارس العامة بحيث تغطي مصاريفه كاملة من رواتب المعلمين والأمور اللوجستية ورحلات الطلاب الترفيهية إن وجدت، بينما تفرض المدارس الخاصة قسطاً معيناً على الطلاب، كما تخضع جميعها إلى ترخيص من قبل الحكومة.
توفر النوادي الصيفية مساحة لعب آمنة بالنسبة للسيدة “رجاء” وهي أم لثلاثة طلاب في المرحلة الابتدائية مقيمة في مدينة إدلب، قالت لمراسلتنا: إنها “ترسل أطفالها إلى النادي ضيفي بهدف ملئ وقتهم بأشياء مفيدة تنمي مهاراتهم العلمية، وبنفس الوقت تضمن لهم وقتاً للعب والترفيه مع أصدقائهم”.
يذكر أن قطاع التعليم في إدلب يواجه صعوبات كبيرة أهمها نقص الدعم، وعدم إعطاء المعلمين حقهم، فضلاً عن تدمير جزء كبير من المدارس والمنشآت التعليمية بالقصف الحربي من قبل قوات النظام وروسيا حيث حرمت مناطق كثيرة من التعليم الأساسي بسبب خروج عدد كبير من المدارس عن الخدمة، وقد تناولت منصة SY24 ذلك في تقارير مفصلة، ما جعل المنطقة تفتقر للبنية التحتية والخدمية، والنهوض من جديد بأبسط المقومات الموجودة للحفاظ على تعليم أجيال كاملة.
وفي تقرير لـ “منسقو استجابة سورية” بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، بلغت نسبة الاستجابة لقطاع التعليم 31 بالمئة فقط خلال العام الماضي 2022، وكشف التقرير عن وجود حوالي 2.1 مليون طفل في سوريا يعانون من التسرب التعليمي، بينهم أكثر من 318 ألف طفل في شمال غرب سوريا، و 78 ألف داخل المخيمات.