وصلت قافلة وصفت بـ “الكبيرة” من الصهاريج المحملة بمياه الشرب إلى مدينة الحسكة التي تشهد أزمة مياه خانقة ومستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك ضمن “فزعة العشائر العربية” في ديرالزور للتخفيف من أثر انقطاع المياه ومحاولة إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة.
القائمون على الحملة أكدوا أن القافلة التي وصلت أمس الثلاثاء، تعد الدفعة الأولى من حملة فزعة عشائر ديرالزور لإخوانهم في الحسكة، حيث سيتم إيصال المياه إلى المدينة بشكل مستمر لمدة 15 يوم دون انقطاع بتمويل ذاتي من أبناء العشائر والأهالي وبعض المتبرعين المحليين، وذلك على غرار الحملة التي أطلقتها العشائر لإغاثة متضرري الزلازل في شمال غربي سوريا قبل عدة أشهر.
وتضم القافلة أكثر من 200 صهريج محمل بمياه الشرب النظيفة وأكثر من 10 آلاف قالب ثلج ومعدات لحفر آبار ارتوازية في أماكن مختلفة من مدينة الحسكة، بالإضافة إلى عدد من المتطوعين والقائمين على الحملة الذين أكدوا “وقوفهم بجانب إخوانهم في المدينة”، في ظل استمرار انقطاع مياه الشرب الذي تزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة وانتشار الأمراض الناجمة عن المياه الملوثة التي اضطر الأهالي إلى شرائها في وقت سابق.
مراسل SY24 في ريف ديرالزور أشار إلى قيام أبناء العشائر العربية والقائمين على فزعة العشائر لمدينة الحسكة بإطلاق حملة تبرعات في مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي والغربي الشمالي استمرت قرابة 10 أيام، استطاع القائمون عليها جمع مبالغ مالية كافية لتغطية تكاليفها وإيصال المياه بشكل عاجل إلى المدينة التي يقطنها أكثر من مليون نسمة، وذلك دون تدخل من أي منظمة أو هيئة إغاثية دولية أو محلية.
“سليمان”، أحد القائمين على حملة فزعة العشائر، ذكر أن “أبناء ريف ديرالزور لم يتأخروا عن مساندة إخوانهم في مدينة الحسكة وأطلقوا حملة لجمع التبرعات لها وبدأوا بتجهيز 200 صهريج من المياه بمختلف الاحجام وتنظيفها وتعقيمها وتعبئتها بمياه الشرب النظيفة، بالإضافة إلى شراء كميات من عبوات المياه المعدنية بغرض توزيعها على منازل المدنيين، ناهيك عن تجهيز قوالب الثلج وبكميات كبيرة، وذلك استغرق من القائمين على الحملة عدة أيام للانتهاء منه”، على حد قوله.
وقال في حديثه مع مراسل SY24: إنه “بالرغم من مشكلة المياه التي تعاني منها منطقتنا في ريف ديرالزور واضطرارنا نحن أيضاً لشرائه من الصهاريج، إلا أن مشكلة الحسكة أكبر بكثير تطلب ذلك منا إطلاق فزعة لمناصرتهم وتأمين المياه وقوالب الثلج لهم بشكل سريع، دون أي تدخل من منظمات الأمم المتحدة التي وقفت عاجزة طوال الأشهر الماضية على مساعدة أكثر من مليون مدني في ظل ارتفاع درجات الحرارة”.
وأضاف أن “مدة الحملة أسبوعين سيتم خلالها توزيع المياه وقوالب الثلج على الأهالي في المدينة بشكل متساوٍ، بالإضافة إلى قيام متطوعي الحملة بحفر 25 بئراً في أماكن مختلفة من المدينة بهدف تخفيف الضغط على الأهالي وتوفير قدر معين من المياه كافٍ لسد احتياجاتهم ريثما يتم إصلاح محطة علوك وعودة الأمور إلى مجاريها”.
يذكر أن مدينة الحسكة الخاضعة جزئياً لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” تعاني من انقطاع مستمر لمياه الشرب منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك بسبب توقف محطة علوك الواقعة في مدينة رأس العين التي تسيطر عليها فصائل الجيش الوطني، الأمر تسبب بأزمة خانقة لأكثر من مليون مدني يعيش في المنطقة.