الغلاء فاق قدرة الأهالي.. كيف يعيش المواطنون في ريف دمشق؟ 

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

جمود كبير في حركتي البيع والشراء في الأسواق، تشهدها مناطق سيطرة النظام في ريف دمشق ولاسيما مدن وبلدات “الغوطة الشرقية” وسط هبوط حاد في الليرة السورية، وما رافقه من ارتفاع في الأسعار زاد من سوء الأوضاع المعيشية للمواطنين بشكل غير مسبوق.

وذكر مراسلنا في الغوطة أن هذا الوضع المتردي أثر بشكل كبير على الفقراء، والعوائل محدودة الدخل، والتي تعيش بالأساس تحت خط الفقر، ومع ارتفاع الأسعار تضاعفت معاناتهم وسط عجز كبير عن تأمين أبسط احتياجات الأسرة من طعام وشراب.

مراسلنا التقى الشابة “سمية” وهي طالبة جامعية تقيم في الغوطة والتي أكدت أنها لجأت للعمل في المشغولات اليدوية بمنزل ، لتعين أمها وأختها الصغيرة كونها المعيلة الوحيدة لهن بعد وفاة والدها منذ سنوات.

قالت “سمية” في حديثها إلينا: إنها أجبرت على العمل في شك الخرز وصناعة الأساور والخواتم والإكسسوارات من مواد بسيطة وبيعها لمحلات (النوفوتيه) المختصة بها.

حيث تعمل “سمية” بشكل يومي إلى جانب دراستها الجامعية، تخبرنا أنها غير قادرة على التخلي عن العمل في المنزل، وتحاول التوفيق بين العمل والدراسة بسبب حاجة أهلها إلى للمصاريف اليومية خاصة أن والدتها عاجزة.

وأشارت أنها بالكاد تؤمن ثمن الخبز والخضار، مع الاستغناء الكامل عن اللحم والدجاج مؤكدة أنها لم تدخل بيتها منذ أشهر وكذلك الفواكه والحلويات وزيت الزيتون والسمن فهي مواد صنفت مؤخراً بأنها رفاهية غائبة عن عائلات كثيرة في الداخل السوري حتى أنها باتت خارج تفكيرهم.

وذكرت الشابة أن هناك عدد كبير من الأسر يقتصر طعامها على وجبة واحدة الذرة المسلوقة، أو صحن خضار (فتوش وتبولة) والتي تقتصر مكوناتها على الخيار والبندورة والبقدونس باعتبارها خضار صيفية رخيصة نوعا ما.

“سمية” واحدة من آلاف الشابات اللواتي أصبحن معيلات لأسرهن بسبب غياب المعيل، إما في الحرب أو الهجرة أو السجن.

معاناة كبيرة يعيشها الأهالي في الغوطة الشرقية وكامل مناطق ريف دمشق، إذ اتسعت رقعة الفقر وزادت الفجوة بين شرائح المجتمع، واختفت الطبقة المتوسطة على حساب الفقر الشديد أو الغنى الفاحش، حسب قول من تحدثنا إليهم من أهالي المنطقة، تزامناً مع الانهيار الكبير والمتسارع في الاقتصاد والذي أدى إلى تحكم التجار بالأسعار ورفعها بشكل غير منطقي، دون إيقافهم من قبل أحد أو وضع حد للارتفاع من قبل المسؤولين في حكومة النظام.

مقالات ذات صلة