ما الذي يجعل التعافي بعيد المنال عن المتعاطين في الرقة؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

“تعاطي المخدرات وشرب الكحول وغيرها من الممارسات غير الصحية، أثرت بشكل مباشر على صحتي ولم أعد قادر على التخلص من الإدمان”.

بهذه الكلمات وصف “خالد” 34 سنة ، وهو اسم مستعار لأحد أبناء مدينة الرقة، ما يعاني منه معظم شباب وأبناء المنطقة بسبب ظروفهم المعيشية السيئة، والتي دفعت عددا كبيرا منهم للاتجاه نحو تعاطي المخدرات، بحسب وصفهم.

وقال الشاب “خالد” في حديثه مع مراسل SY24: “بدأت تعاطي المخدرات منذ قرابة خمس سنوات بعد أن قام أحد أصدقائي بتقديم سيجارة من مخدر الحشيش المحلي لي، ومع مرور الوقت بدأت أشتري هذه المادة بنفسي من التجار المحليين وبأسعار زهيدة نسبياً، كوني كنت أعمل في إحدى ورش صيانة الشاحنات الكبيرة في المدينة وقادر على تأمين ثمنها”.

وأضاف “مع الوقت بدأ مفعول الحشيش في جسدي يتلاشى واضطررت لزيادة الجرعات مراراً إلا أنني لم أستفد من ذلك شيء، ما دفعني للأخذ بنصيحة أحد أصدقائي وباشرت بتعاطي مادة الكريستال المخدرة، وهو الأمر الذي ندمت عليه الآن كثيراً بسبب وضعي الصحي السيئ الذي أعاني منه حالياً وعدم قدرتي على التعافي من هذه المادة”.

ونقل مراسلنا عن مصادر طبية في مدينة الرقة قولها: إن “أعداد مدمني المخدرات بات يزداد بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الماضية مع ازدياد واضح في حالات الوفاة بينهم وخاصةً نتيجة الجرعات الزائدة، أو عند مراجعة المستشفيات واتخاذ إجراءات طبية تسبب تدخل دوائي مع المواد المخدرة وخاصةً فيما يتعلق بالكرستال أو حبوب الكبتاغون وباقي المواد الكيميائية، الأمر الذي دفع الكوادر الطبية لإجراء فحص للمخدرات للحالات التي يشكون بأمرها”.

وأكدت المصادر ارتفاع أعداد مراجعي “شعبة الطب النفسي” في مستشفى النور بمنطقة الكسرات جنوب مدينة الرقة، وذلك بغرض علاج إدمانهم داخل الشعبة التي تضم عدد من الأطباء المتخصصين بعلاج الإدمان والاضطرابات النفسية المرتبطة بها، غير أن “تكاليف العلاج الباهظة حرمت العديد منهم من فرصة التخلص من مشاكلهم”.

وأفاد الشاب “خالد” بأن “قيمة الجلسات الأسبوعية داخل عيادة الطب النفسي في المستشفى تصل لأكثر من 6 مليون ليرة وهو مبلغ كبير جداً مقارنةً بدخل الفرد اليومي، وهو ما دفعني وغيري للعزوف عن الذهاب إلى تلك المراكز والتوجه لحضور النشاطات التي تقيمها بعض المنظمات الدولية والمحلية في المدينة والتي تقتصر على ندوات توعوية وأنشطة وفعاليات نفسية بسيطة لا تساعد على الشفاء بشكل دائم”.

وفي سياق متصل، قدم أهالي مدينة الرقة عدة بلاغات لقوى الأمن الداخلي بضرورة ملاحقة وتتبع مدمني ومروجي المواد المخدرة الذي باتوا يمارسون نشاطهم في الشوارع والحدائق العامة وداخل الأبنية المدمرة والمهجورة في المدينة، الأمر الذي أصبح يشكل خطراً على سكان تلك المناطق وخاصةً مع ارتفاع معدلات جرائم السرقة والنهب تحت تهديد السلاح.

ويشار إلى قيام قوى الأمن الداخلي “الأسايش” بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” بعدة حملات لمكافحة المخدرات ومروجيها في مدينة الرقة، والتي تمكنوا خلالها من اعتقال عدد كبير من التجار والمتعاطين ومصادرة كميات كبيرة من المواد المخدرة بمختلف أنواعها، وخاصة مادة الكريستال وحبوب الكبتاغون القادمة من مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية في الجهة الغربية من البلاد.

مقالات ذات صلة