دق فريق “منسقو استجابة سوريا” ناقوس الخطر، اليوم الأحد، مطالباً كافة المنظمات الإنسانية الاستعداد للصعاب الجديدة التي ستفرض عليها خلال الفترة القادمة، من جراء استمرار عدم التوصل لقرار أممي لإدخال المساعدات الإنسانية للشمال السوري.
وطالب الفريق في بيان له المنظمات الإنسانية أيضاً، العمل بشكل جدي على إيجاد بدائل حقيقية لضمان استمرار المساعدات للمدنيين، “كون أن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة أثبتوا عدم الجدية والالتزام الفعلي بالملف الإنساني السوري”.
وأشار الفريق إلى أنه مضى 26 يوما على إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا أمام الحركة الإغاثية وحركة الوفود الأممية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض ملحوظ في المخزون الخاص لدى المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، وتحديداً في محافظة إدلب وريفها نتيجة توقف حركة معبر باب الهوى والضعف الكبير في حركة المعابر الأخرى.
كما أدى توقف دخول المساعدات الأممية الإنسانية، إلى توقف عشرات المشاريع التي تقوم المنظمات بتنفيذها في المنطقة، من بينها مشاريع خاصة بالأمن الغذائي في المنطقة.
واعتبر أن ما يجري سببه الاستهتار الواضح من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي بما يتعلق بالملف الإنساني، وسط ارتفاعات ملحوظة في أسعار المواد والسلع الغذائية الأساسية في الأسواق المحلية، بالتزامن مع تزايد واضح في أعداد السكان في المنطقة.
وحول ذلك قال الناشط السياسي مصطفى النعيمي لمنصة SY24، إن المساعدات الإنسانية تمثل شريان حياة رئيسي لقاطني شمال غرب سوريا وأي تأخير أو تعطيل في استدامة إيصال المساعدات الإنسانية والأممية سيؤثر تجاه المنطقة، وبالتالي المنطقة باتت رهينة التفاهمات الدولية ورهينة الفيتو الروسي الذي بات أحد أهم الملفات المستثمرة في الملف السوري، وتحاول من خلالها استثماره في أزمات دولية أخرى لتحقيق أعلى المكتسبات.
ورأى أن هذا الاستثمار يتضرر بسببه قرابة 4 ملايين من قاطني شمال غرب سوريا، خاصة وأن عمليات التصعيد الجوية الروسية ما زالت مستمرة وتتجه إلى مزيد من التصعيد، وانعكاسها على شمال غرب سوريا سيؤدي إلى نزوح مركب وجديد من المناطق التي تشهد القصف، وبالتالي أعتقد بأن الحلول يجب أن تنطلق من تجاوز الفيتو الروسي والبحث مع الشركاء في إدارة الملفات الإنسانية بعيدا عن توظيفها السياسي.
ووسط كل ذلك، تتعالى الأصوات محذرة من وصول جميع المقترحات بخصوص تمديد آلية دخول المساعدات الأممية إلى الشمال السوري، منبهة أيضا من الرضوخ للابتزاز الروسي.