بدرجة امتياز، الطالبة السورية “رغد السلامات” ابنة مدينة الحراك في محافظة درعا، تتفوق برسالة الماجستير في القانون الدولي من جامعة الزرقاء الأردنية، لتكون واحدة من عشرات الطلاب السوريين المغتربين الذين تفوقوا رغم معاناتهم وظروفهم الصعبة.
غير أن الذي ميز تفوق ونجاح الشابة “رغد” هو إهدائها هذا النجاح إلى شهداء الثورة السورية ومن بينهم والدها “إبراهيم السلامات” الذي قضى بقصف قوات النظام أثناء وجوده في المسجد قبل عشر سنوات، وإلى المعتقلين والغرقى الهاربين من جحيم الحياة في ظل حكم النظام السوري المجرم كما وصفته من خلال حديثها إلينا.
تقول الشابة رغد لمراسلنا: إن “تاريخ 22 /2/ 2013 ما يزال محفور في ذاكرتها، حين قُتل والدها وعشرات الأهالي في درعا، دون القدرة حتى اليوم على تحقيق العدالة وأخذ حقهم والقصاص لهم، مع عجز واضح في القوانين الدولية بمحاكمة النظام ووضع حد لجرائمه ضد شعب كامل”.
من هنا تحولت آلام “رغد” وحزنها على والدها وباقي الشهداء السوريين إلى دافع قوي لإحداث تغيير حقيقي قد يساهم يوماً ما في الثأر لهم ونيل حقهم وإيصال صوتهم إلى العالم أجمع.
تقول “رغد” بعد وفاة والدي انتقلنا للعيش في الأردن، لم أرى وسيلة للانتقام لوالدي سوى العلم، فدرست الحقوق وتخرجت من الجامعة ثم اختصيت بالقانون الدولي في جامعة الزرقاء لأكون صوت المظلومين والمعذبين والشهداء والباحثين عن الحياة في قوارب الموت وصوت الأطفال والأمهات في المخيمات، وبفضل الله و إصراري على النجاح وتحدي ظروف الغربة والألم تفوقت وحققت حلمي وحلم والدي”، ولكن الحلم الأكبر الذي تسعى إليه “رغد” حسب ما أخبرتنا هو “محاكمة بشار الأسد وكل ظالم”.
تحت عنوان “استخدام الأسلحة ذاتية التشغيل في المنازعات المسلحة الدولية” قدمت رغد رسالة الماجستير، وواجهت صعوبات عدة أثناء دراستها، واصطدمت بحقائق مخفية في القانون الدولي ولاسيما من ناحية عجزه عن ملاحقة المجرمين الدوليين أمثال رأس النظام السوري وأعوانه، وردعهم عن جرائمهم حيث استخدم جميع الأسلحة المحرمة دولياً ضد شعب أعزل وقتل مئات الآلاف من الأطفال والنساء والأبرياء، لتصل إلى نتيجة أن (القانون الدولي تحكمه المصالح الدولية فحسب!).
ختمت الشابة لقائها معنا مؤكدة أن الشباب السوريين أقوياء أكثر من الظروف القاهرة التي مرّوا بها، وأننا كشعب نحب الحياة وقادرين على النجاح والإنجاز والتحدي.