تستمر الانتهاكات والتجاوزات التي ترتكبها هيئة تحرير الشام وجهازها الأمني، وخصوصا على صعيد الاعتقالات بشكل تعسفي وفق مصادر محلية.
وفي المستجدات، اعتقل جهاز الأمن العام التابع للهيئة، الناشط الإعلامي في تنسيقية مدينة كفربطنا والمدير السابق للمكتب الإعلامي للمجلس المحلي، يوسف المؤذن، الملقب “يوسف أبو أنس”، أحد المهجرين من الغوطة الشرقية.
وحسب مصادر محلية فإن عملية الاعتقال تمت في بلدة كللي بالقرب من مدينة إدلب شمالي سوريا، لافتة إلى أنه من غير المعروف الأسباب التي تقف وراء هذا الانتهاك بحق المؤذن.
ولفتت المصادر إلى أن المؤذن مقيم في تركيا في رحلة علاجية لطفلته وزوجته، مشيرين إلى أنه دخل بزيارة للشمال السوري في فترة الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وتركيا، في شباط/فبراير الماضي.
وبيّنت المصادر المحلية أن المؤذن لا ينتمي لأي فصيل عسكري، مطالبين الهيئة بإطلاق سراحه فورا.
وبين الفترة والأخرى، تستنكر مصادر محلية من الشمال السوري، سياسة تكميم الأفواه واستمرار حملات الاعتقالات بحجج وذرائع متعددة كان آخرها تهمة التحريض والتهديد لأمن المنطقة.
وتؤكد المصادر المحلية أن هيئة تحرير الشام تريد إيصال رسائل للعاملين في مناطق نفوذها بأنهم تحت الرقابة وبأن من يعارضها سيكون بخطر، حسب مصادر محلية متطابقة.
وتعتمد الهيئة في إيصال رسائلها على ذبابها الإلكتروني، الذي يوصف أنه من أهم الأسلحة التي تعتمد عليها الهيئة لتعزيز قوة سيطرتها على إدلب.
وحول ذلك، قال أحد أبناء الشمال (فضّل عدم ذكر اسمه) لمنصة SY24، إن استمرار النهج الأمني في معالجة الملفات الأمنية من قبل جهاز الأمن العام وبهذه الطريقة، سيساهم في تخفيض أسهم هيئة تحرير الشام وحتى ضمن حاضنتها الاجتماعية، وهذا يتطلب البحث عن وسائل وأشخاص مختلفون للتعامل مع المدنيين المطلوبين للجهاز.
ورأى أن استمرار عمليات ملاحقة المطلوبين سيكون له ارتدادات كبيرة في زيادة النقمة المجتمعية، وستزداد التظاهرات المناوئة للهيئة وتتسع الهوة بين الحاضنة الثورية والهيئة.
وتابع، أنه في حين نشهد حملات جوية روسية على محافظة إدلب وقصف مدفعي، كان من الأولى تعليق هكذا ملفات حتى تهدأ جبهات التماس مع النظام، لكن ما نشاهده اليوم هو قصف مدفعي وتحقيق المقاتلات وحملات أمنية، مما يعني أنه ستزداد الشروخ بين الحاضنة الثورية والهيئة، وسيساهم هذا الواقع في إضعاف الهيئة عموما نظرا لتلك الممارسات الممنهجة في اعتقال من نصفهم المطلوبين لها وطرق التعامل معهم، وفق رأيه.
وقبل أيام، اعتقلت الهيئة مدرس للتربية الإسلامية في معهد جبل التمكين في مخيمات قرية كفرلوسين للنازحين بريف محافظة إدلب الشمالي، من أبناء قرية حاس في ريف محافظة إدلب الجنوبي، ويقيم في قرية كفرلوسين، إثر مداهمة مكان إقامته في قرية كفرلوسين، واقتادته إلى جهة مجهولة.
وحسب بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن جهاز أمن الهيئة صادر هاتفه ومنعه من التواصل مع ذويه، معربة عن خشيتها من أن يتعرّض لعمليات تعذيب، وأن يُصبح في عداد المُختفين قسرياً كحال 85% من مُجمل المعتقلين.
وطالبت الهيئة بإيقاف كافة عمليات الاحتجاز التعسفية التي تهدف إلى نشر الرعب بين أبناء المجتمع، وابتزاز الأهالي، إضافة إلى مطالبتها بالكشف عن مصير الآلاف من المُختفين قسرياً لدى هيئة تحرير الشام.