ارتفاع عدد مصابي السرطان في ريف ديرالزور

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

“توفي والدي بعد صراع استمر لعامين مع مرض السرطان بالرغم من المحاولات الحثيثة التي قمنا بها لعلاجه، إلا أننا لم نتمكن من ذلك بسبب عدم توفر أي مركز لعلاج مرضى السرطان في المنطقة”.

بهذه الكلمات تحدث الشاب “محمد”، وهو من أبناء ريف ديرالزور الغربي، عن الصعوبات التي واجهتها عائلته في رحلة علاج والدهم الذي أصيب بسرطان “البروستات” قبل عدة أعوام وتوفي على أثره، مع عدم قدرتهم على توفير أي علاج له في ظل “غياب مراكز علاج السرطان في المنطقة وصعوبة نقله إلى تركيا وكردستان ورفض العديد من المصابين السفر إلى دمشق وحلب”.

وقال في حديثه مع مراسل منصة SY24: “اكتشف الطبيب الإصابة في وقت شبه متأخر ومع هذا أخبرنا بوجود أمل في حال حصوله على جرعات العلاج الكيماوي من مراكز متخصصة، وهكذا بدأت محاولاتنا في إيجاد أي مكان لعلاجه ضمن إمكانياتنا المادية المحدودة، غير أننا لم نستطع ذلك وبقي والدي يعيش على المسكنات القوية والحبوب المخدرة طوال السنوات الماضية إلى أن توفي أمام أعيننا”.

وأضاف أن “المنطقة تعاني من الفقر والجوع ونقص في جميع الخدمات ولكن افتتاح مركز لعلاج مرض السرطان بات أولوية يجب الإسراع بها وخاصةً مع ارتفاع أعداد المصابين خلال السنوات الماضية في المنطقة بشكل كبير، وبالذات فيما يتعلق بالإصابات الخاصة بسرطان الجهاز التنفسي والهضمي والتي تعد أكثر الحالات في المنطقة”.

وبحسب مصادر طبية في ريف ديرالزور، فإن أعداد مصابي مرضى السرطان تجاوزت الـ 1000 حالة مؤكدة وهو رقم كبير بالنسبة للمنطقة التي لا يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة، فيما أوضحت تلك المصادر أن أقل من 5% من تلك الحالات تتلقى العلاج بشكل شبه مستمر في مراكز طبية تقع خارج المنطقة سواءً في العاصمة دمشق أو في مدينة حلب، بينما تعيش بقية الحالات على المسكنات والمهدئات.

وأكد “فرحان الجاسم”، أحد الكوادر الطبية العاملة في ريف ديرالزور الغربي، أن “أعداد المصابين بمرض السرطان في المنطقة ازداد خلال السنوات العشر الماضية بشكل كبير، وخاصة مع قيام معظم أبناء المنطقة بالعمل في حراقات النفط والمشتقات البترولية وهو ما تسبب بانتشار الأمراض الخاصة بالجهاز الهضمي والتنفسي، ناهيك عن تسلل تلك المواد الضارة الى التربة والمياه والحيوانات التي يستخدمها الأهالي”، على حد وصفه.

وفي حديثه مع مراسل SY24، قال: إن “حراقات النفط والعمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة هي أسباب مباشرة لزيادة عدد المصابين بمرض السرطان وخاصة بالنسبة للنساء، حيث تسجل المنطقة بشكل شبه يومي حالات إصابة جديدة بسرطان القولون أو سرطان الجهاز التنفسي وسرطان الحنجرة وغيرها من الأمراض التي يصعب علاجها في المنطقة”.

وأضاف “ناشدنا وما زلنا نناشد المنظمات الدولية والدول المانحة بضرورة افتتاح مراكز لعلاج السرطان في ريف ديرالزور وتوفير هذا العلاج بالمجان، لأن معظم السكان غير قادرين على تحمل تكاليف العلاج بسبب أوضاعهم المادية التي يعانون منها، ناهيك عن صعوبة استيراد الدواء والتنقل بين المناطق بسبب خطر الاعتقال أو الابتزاز”.

والجدير بالذكر أن “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، كانت قد أعلنت عن افتتاح مركز لعلاج السرطان داخل مستشفى الرقة المركزي، غير أن هذا المركز غير قادر على استيعاب جميع حالات الإصابة في المنطقة الشرقية، حيث يضطر عدد كبير من المرضى للسفر إلى دمشق التي يسيطر عليها النظام السوري والميليشيات الايرانية، ما قد يعرضهم لخطر الاعتقال أو الخطف والابتزاز من قبل حواجزها العسكرية.

فيما شهد الشمال السوري المحرر حملات مكثفة أطلقها ناشطون سوريون لإنقاذ مرضى السرطان القابعين في مشافي مدينة إدلب وريف حلب وارتفاع اعداد الوفيات فيما بينهم، وذلك بعد إغلاق المعابر مع تركيا بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة، قبل أن تنجح الحملة في إقناع أنقرة بإعادة افتتاح المعبر أمام المرضى والسماح لهم بالعلاج داخل مستشفياتها على نفقة المنظمات الدولية والدول المانحة.

مقالات ذات صلة