قلل مصدر من أبناء محافظة حماة من صحة الادعاءات التي تفيد بشح الدواء وانقطاعه من عدد من صيدليات حماة، لافتا إلى أنه أسلوب مخابراتي للتحايل على العقوبات الدولية واستجداء الدعم.
وتحدثت مصادر من أبناء حماة عن معاناة كبيرة في العثور على الدواء الخاص، في حين أفاد أحد القاطنين في المدينة بأنه زار خمس صيدليات في مواقع مختلفة حتى تمكن من العثور على الدواء.
واشتكى بعض الأهالي والصيادلة في حماة من فقدان بعض الأدوية أو صعوبة إيجادها، متخوفين من انقطاعها تماماً بما يؤثر على المرضى والصيادلة معاً ويضعهم أمام أزمة دواء قد تتفاقم، وفق مخاوفهم.
ووفقا لأحد الصيادلة، فإن انقطاع الأدوية طال أدوية الضغط والقلب والسكري وغيرها كثير، إضافة إلى أن البعض يشترون عدة علب من الدواء مخافة انقطاعها أو ارتفاع سعرها، ما يحرم غيرهم منها.
من جهته، برر رئيس فرع نقابة صيادلة حماة فقدان الأدوية باختلاف سعر الصرف في المصرف المركزي مع عدم تعديل سعر الدواء، في حين مازال القطاع الدوائي ملزماً بأسعار الشهر الأول من العام الحالي وسعر صرف البنك المركزي حينذاك، الأمر الذي أوقع معامل الدواء بخسارات فادحة، جعلتها تتوقف عن الإنتاج.
ولفت إلى معاناة جميع المعامل الدوائية من عدم توفر المازوت منذ نحو سنة ونصف، ناهيك عن الانقطاع الكهربائي الطويل، وما يجر ذلك من نفقات كبيرة، مطالبا وزارة الصحة برفع أسعار الدواء على الفور، وفق وجهة نظره.
وفي هذا الجانب، قال أحد أبناء محافظة حماة لمنصة SY24، إن هذا أسلوب استخباراتي للتحايل على العقوبات الدولية و استجداء الدعم، ودفع المجتمع الدولي للضغط على الولايات المتحدة لوقف العمل بقانون قيصر، لاسيما وأن هذه التصريحات تزامنت مع مشروع للنواب الأمريكيين لوقف العمل باستثناءات إلغاء العمل بالعقوبات الأمريكية من قبل الرئيس بايدن.
ونبّه إلى أن الدواء بالأصل يدخل مجانا مع المساعدات الدولية عن طريق البرنامج العالمي للغذاء، وبالتالي شكاوى نقيب صيادلة حماة من قلة الأدوية، تؤكد أن مشكلتهم تجارية بحتة يحكمها منطق الربح والخسارة، وفق تعبيره.
وباتت أزمة الدواء في مناطق النظام السوري تفاقم من معاناة السوريين القاطنين هناك، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الأدوية إلى مستويات غير مسبوقة.
ودفعت تلك الأسعار بكثير من السوريين إلى التفكير بالأعشاب كبديل عن الأدوية، ومنهم من بات يفكر بالعودة إلى الثوم والزنجبيل والقرنفل (إن توفرت أصلاً)، حسب تعبيرهم.