طالب مهجرون وقاطنون في مخيمات النزوح، المجتمع الدولي بعدم إدخال المساعدات عن طريق النظام إلى الشمال السوري.
كما تعالت أصوات سكان المخيمات ومناطق الشمال السوري، للتنديد بتوقف المساعدات الإنسانية والمطالبة بعدم تسييسها وتحكم النظام السوري بها، خصوصا أنه هو الذي هجرهم وقتل ذويهم، حسب ما تحدثوا به.
وخلال وقفات احتجاجية نظمها المهجرون والنازحون شمال سوريا، حملوا لافتات كتب عليها عبارات مثل “المساعدات عبر الحدود لا تحتاج لإذن أحد”، و”القاتل لن يكون رحيماً”، و”لا للفيتو الروسي”، وغيرها من عبارات التنديد بالابتزاز والاستغلال الروسي لملف المساعدات الإنسانية.
وفي هذا الجانب، أكد الدكتور مأمون سيد عيسى المتابع لملف المساعدات الإنسانية والطبية شمال سوريا لمنصة SY24، أن توقف المساعدات سيشكل عامل خطر يدفع السوريين في شمال وشمال غرب سوريا للوقوع في براثن الجوع، مذكرا بتقرير لإحدى مؤسسات الأمم المتحدة بعنوان: NORTH-WEST SYRIA- Situation Report Last updated-OCHA: 28-5-2023، والذي يبين أن 3.3 مليون شخص في شمال غرب سوريا يعاني من انعدام الأمن الغذائي.
ولفت إلى أنه في مناطق شمال وشمال غرب سوريا، من كل عشر أشخاص هنالك ستة أشخاص نازحين، و لدينا من كل عشرة أشخاص أكثر من أربع أشخاص يقيمون في مخيمات، وهذا أمر خطير جدا ويدل على الوضع الكارثي للمنطقة.
واعتبر أن السبب في كل هذه الاختناقات هو تنازل الغرب بقبوله قرار مجلس الأمن رقم 2156 الذي أقر في 2014 وفحواه، أن إرسال المساعدات الدولية الى سوريا يجب أن يكون بقرار من مجلس الأمن وبموافقة أعضائه ومنهم روسيا، وهنا يبرز السؤال لماذا دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة يحتاج إلى إذن من مجلس الأمن؟ ولماذا تم التوافق على أن تتحكم روسيا في دخول المساعدات وهي قادرة على تعطيل أي قرار بالفيتو الروسي أو الصيني حلفاء النظام السوري؟، وفق تعبيره.
والأحد، دق فريق “منسقو استجابة سوريا” ناقوس الخطر، مطالباً كافة المنظمات الإنسانية الاستعداد للصعاب الجديدة التي ستفرض عليها خلال الفترة القادمة، من جراء استمرار عدم التوصل لقرار أممي لإدخال المساعدات الإنسانية للشمال السوري.
ومطلع العام الجاري 2023، مدد مجلس الأمن الدولي من جديد ولمدة ستة أشهر إضافية الآلية العابرة للحدود لإدخال المساعدات الإنسانية، بالتزامن مع فشل روسيا في إشهار “الفيتو” في وجه هذا القرار.