أكد مكتب الثروة الحيوانية التابع لـ “الإدارة الذاتية” نيته اتخاذ ما وصفها بـ “الإجراءات الاحتياطية” التي تهدف إلى تحسين وضع مربي الماشية والدواجن في قرى وبلدات محافظة الحسكة، وذلك بالتزامن مع ازدياد مساحات المراعي الخضراء عقب موسم الأمطار الشتوية والربيعية التي ساهمت في زيادة واضحة في أعداد المواشي في المنطقة.
وتمثلت خطط المكتب في تأمين مواد علفية جديدة مثل الشعير وبذور القطن والذرة التي سيتم إدخالها إلى مراكز توزيع الأعلاف بجانب مادة النخالة المعروفة، لتقوم تلك المراكز بتوزيعها بشكل منتظم مع التأكيد على تثبيت سعر تلك المواد وضمان وصولها إلى جميع مربي الماشية في المنطقة.
وذكر مراسل SY24 في مدينة القامشلي، أن عدداً كبيراً من مربي الماشية اتجهوا نحو أرياف المدينة وأقاموا ما يشبه “المعسكرات المتنقلة”، وذلك مع الازدياد الواضح في المراعي الخضراء عقب موسم الأمطار الذي وصفوه بـ “الجيد” مقارنةً بالمواسم الثلاث السابقة، والتي تسببت بخسائر فادحة لمربي الماشية قدرت بـ “ملايين الليرات السورية”.
“رودي الصالح”، أحد مربي الماشية في مدينة القامشلي، أكد أنه “خلال السنوات الماضية خسر أكثر من نصف قطع الماشية الذي كان يملكه بعد أن اضطر لبيع قسم كبير منه لتأمين ثمن الأعلاف للقسم الآخر، نتيجة موجة الجفاف التي ضربت المنطقة وغلاء العلف وعدم توافره بشكل مستمر، ما أثر على وضعه المعيشي ودفعه للتفكير ببيع كامل القطع والاتجاه للتجارة”، على حد قوله.
وقال في حديثه مع مراسلنا: إن “كمية الأمطار التي هطلت هذا العام انعشت المراعي وزادت من المساحات الخضراء وهذا الأمر انعكس إيجاباً على مربي الماشية، الذين اتجهوا إلى زيادة أعداد مواشيهم بعكس السنوات الماضية وأقاموا معسكرات بهدف إطعام خرافهم وتسمينها تمهيداً لطرحها في السوق المحلية، ما قد ينبئ بتحسن تجارة ماشية وانخفاض أسعارها وأسعار اللحوم بشكل عام”.
وأضاف أنه “ولكن الأمطار وحدها لا تكفي فعلى الإدارة الذاتية توفير بقية المعينات الضرورية لضمان استمرار انتعاش حركة البيع والشراء بالنسبة لسوق الماشية، عن طريق تأمين العلف بشكل مستمر بالإضافة إلى الأدوية البيطرية واللقاحات الضرورية وغيرها من المستلزمات، ناهيك عن تخفيض أسعار المحروقات الخاصة بنقل الماشية وتوفيرها بشكل مستمر”.
وبحسب مكتب الثروة الحيوانية، فإن أعداد الماشية في محافظة الحسكة العام الماضي بلغت قرابة 4.5 مليون رأس غنم ونصف مليون من البقر و7 آلاف جمل و 8 أخرى من الخيول، في تناقص ملحوظ في أعدادها مقارنةً بالسنوات التي سبقتها، وسط توقعات بتضاعف عدد المواشي هذا العام بسبب موسم الأمطار التي هطلت على المنطقة والإجراءات التي من المتوقع أن تتخذ لتحسين وضع المربين وتجار الماشية، والتي ستنعكس إيجاباً على وضع السوق المحلي بشكل عام وعلى المواطنين بشكل خاص.