أفراح ناقصة.. تغير مفاهيم الأعراس في الداخل السوري

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

فرض الواقع المتغير في السنوات العشر الأخيرة على الداخل السوري، طقوساً جديدة على الأفراح لم تكن معروفة من قبل، بعدما أصبح السفر بداعي الزواج خياراً جيداً لكثير من الشابات هرباً من ظروف البلد الصعبة، وطمعاً بالزواج وتأسيس عائلة، فضلاً عن الخلاص من شبح ما يعرف اجتماعياً باسم (العنوسة).

قبل أسابيع زفت الشابة العشرينية “لمى” ابنة ريف دمشق إلى خطيبها في ألمانيا بعد انتظار أربع سنوات للموافقة على أوراق لم الشمل، وأقامت حفلة زفافها (على الضيق) حسب قولها، بناء على رغبة أهلها وصديقاتها، ولاسيما أنها مقبلة على السفر والبعد عنهم.

“كل شيء كان يوحي بوجود حفلة الزفاف، الصالة وفستان العروس ، والمعازيم وباقي التفاصيل” تقول “لمى”باستثناء الركن الأساسي في أي زواج وهو العريس الذي كان غائباً عن عروسه وحاضراً عبر الإنترنت كما أخبرتنا.

لتعويض غياب العريس المغترب، يتحايل ذوي العروسين على تعويض غيابه، فمنهم من يفتح اتصال عبر أحد برامج الانترنت ليتمكن العريس من حضور حفل زفافه، ومنهم من يصنع مجسماً على هيئة صورة العريس وتضعه بجانب عروسه، لتشعر أنه حاضراً يشاركها فرحهما رغم المسافات والبعد، وغالباً ما تكون والدة العريس هي صاحبة الأفكار لرغبتها بصنع أي شيء لابنها يشعرها بوجوده في يوم عرسه.

تميل معظم العائلات كحال الشابة “لمى” إلى هذا الخيار بإقامة حفلة وداع للعروس، تبقى ذكرى لها بحضور صديقاتها وأقاربها، مع الحرص على لبس الفستان الأبيض حتى لا تحرم من أجمل أيام حياتها.

تقول “لمى” واصفةً يوم حفل زفافها بأنه (المضحك المبكي) إذ أنها وافقت بناء على رغبة والدة زوجها في وضع مجسم لصورة العريس، مع محاولة الاتصال به طيلة الحفلة رغم تردي جودة الإنترنت وانقطاع الاتصال عشرات المرات ما جعل الفرحة ناقصة والأجواء متوترة حسب وصفها.

في حين وافقت الشابة “رنا ” 31 عاماً، على الزواج من شاب مقيم في السويد، بعد رفضها الزواج على سفر طيلة الفترة الماضية، وانشغالها بالدراسة والعمل، تخبرنا في حديث خاص لمنصة SY24  “أنها لم تفكر بالزواج على سفر أبداً، ولم تتخيل حفلة عرسها بلا عريس، لكن العمر لم يعد يسمح بمزيد من الإنتظار، فضلاً عن سوء الوضع المعيشي في البلد والتي جعلت فكرة الزواج والسفر ضرورة لا خيار للخلاص من جحيم الوضع في الداخل السوري” .

“صفاء” واحدة من مئات النساء اللواتي تأخرن في الزواج لأسباب كثيرة أهمها هجرة ملايين الشباب خارج البلد، منذ عشر سنوات أثر اندلاع الثورة السورية، وقتل الآلاف منهم، وتغييب واعتقال الآلاف منهم، أدى إلى ارتفاع عدد النساء مقابل الرجال الموجودين داخل سوريا.

وفي آخر إحصائية ذكرتها صحيفة الوطن الموالية، قالت أن “نسبة العنوسة في سوريا وصلت 70 بالمئة بين النساء، وهي نسبة عالية جداً لها تأثيرات خطيرة مستقبلاً، مع  تدني نسبة الولادات وحدوث خلل في نسب اليافعين والشباب”.

حيث فرضت سنوات الحرب في سوريا، هذا النوع من حفلات الزفاف الذي لم يعد مستغرباً ولاسيما في الفترة الأخيرة، إذ زادت بشكل ملفت نسبة الزواج عبر الإنترنت بسبب غياب العريس، ووثقت المحاكم الشرعية في دمشق نسبة كبيرة من عقود الزواج خارج سوريا التي تكون عبر الوكالة، وصلت إلى 50 بالمئة من كامل عقود الزواج.

مقالات ذات صلة