تستمر مبادرة “لأجلكِ” التي تهدف إلى توعية المرأة والحد من زواج القاصرات، إضافة إلى تمكينها في سوق العمل، وذلك داخل مدينة الرقة ومناطق أخرى شرقي سوريا.
ويشارك في هذه المبادرة التي أطلقتها إحدى المنظمات التي تُعنى بحقوق المرأة وغيرها من فئات المجتمع وخصوصاً فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، نحو 100 امرأة من سكان المنطقة الشرقية.
وتركز المبادرة على إجراء ندوات توعوية للحد من زواج الأطفال أو زواج القصر، مشيرة إلى أنه “زواج رسمي أو غير رسمي للأطفال دون سن البلوغ 18 عاماً”.
ولاحظ القائمون على المبادرة أن الغالبية العظمى من المتضررين هم من الفتيات، ومعظمهم يعانون من أوضاع اجتماعية واقتصادية متدنية.
وبيّنوا أنه في حالات كثيرة، يكون أحد الزوجين طفل، وعادة ما تكون الأنثى، وأن المحرك الرئيسي لزواج الأطفال يكمُن في الفقر والمهر، والتقاليد الثقافية والقوانين التي تسمح بزواج الأطفال، والضغوط الدينية والاجتماعية، والخوف من العنوسة، والأمية، وعدم تقبل عمل المرأة من أجل المال، وفق تعبيرهم.
وحول ذلك قالت الناشطة في المجال الإنساني والإعلامي مايا عصملي لمنصة SY24، إنه من المهم إجراء دورات توعوية جدية بالفعل وليس مجرد جمع عدد من النساء أو الرجال للتعريف بمخاطر وتبعات سواء زواج القاصرات أو العنف ضد المرأة، بل من المهم اقتران الأقوال بالأفعال، بمعنى أن تكون تلك الدورات والفعاليات قادرة على إكساب الفئات المستهدفة مزيدا من الوعي والإدراك لخطورة الكثير من الظواهر المجتمعية السلبية.
ورأت، أن الأمر لا يجب أن يقتصر على المنطقة الشرقية، بل من الضروري أن تكون هناك مبادرات بشكل دوري في عموم المناطق التي تشهد صراعات ونزاعات وخصوصا الخارجة عن مناطق سيطرة النظام، وذلك لدعم وتمكين المرأة السورية وتعريفها بحقوقها لتكون قادرة على إدارة أمورها الحياتية والمجتمعية، دون إغفال أي دور للأسرة (الأب والأم والأخوة) أو المجتمع في زيادة تمكين دور المرأة.
وبات من الملاحظ انتشار الحملات والفعاليات التي تنظمها منظمات مناهضة للعنف ضد المرأة، وخصوصا للنساء والرجال داخل المخيمات شرقي سوريا، حيث تركز تلك الفعاليات على إعطاء محاضرات عن العنف وأشكاله من ضرب وإيذاء، إضافة إلى زواج القاصرات وتعدد الزوجات، ودور المرأة في الأسرة والمجتمع.