الحرّ يزيد من انتشار العقارب السامة في المخيمات.. كيف يمكن تجنبها؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تجري “فايزة عليوي” 45 عاماً، مهجرة من ريف حلب مقيمة في تجمع مخيمات تل الكرامة شمال إدلب، جولة تفقدية يومية صباحاً ومساءً حول خيمتها، لصيد العقارب والحشرات السامة، خشية تسللهم إلى خيمتها، ولسع أطفالها، تقول في حديثها إلينا: إن هذه المنطقة  بالأساس مأوى الحشرات والحيوانات المفترسة، قبل أن نطردهم منها وننصب خيامنا ونسكن بدلاً عنهم، خاصة أن معظم المخيمات بنيت بالقرب من المناطق الجبلية أو في أماكن النائية.

تواجه “فايزة” وكثير من الأهالي، خطر انتشار الحشرات والعقارب والأفاعي السامة، التي تنشط حركتها بشكل كبير في الصيف، وتدخل الخيام كلما ارتفعت درجات الحرارة، تقول إنه “في أيام الصيف ولاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة كما هو حال هذه الأيام، تصبح الخيمة أشبه بمكان ملغوم بالأفاعي، والعقارب التي تغزو الأماكن الرطبة وتتسلل إليها، فضلاً عن ارتفاع الحرارة داخل الخيام المسقوفة بألواح التوتياء  والتي تحولها إلى قطعة من جهنم”.

تخبرنا أنها وأهالي المخيم يجدون يومياً عشرات العقارب داخل خيامهم، وكثير منهم تعرض للدغته السامة، لاسيما الأطفال، كونهم يقضون وقتا طويلاً خارج الخيمة بهدف اللعب وقد يمسكون كل ما يصادفونه أمامهم دون إدراك لخطورة ذلك.

فضلاً عن انتشار الأمراض الجلدية المعدية التي تكثر في فصل الصيف بسبب افتقار غالبية المخيمات إلى الخدمات الأساسية والبنية التحتية، وأبرزها مشكلة الصرف الصحي.

مراسلتنا تحدثت إلى عدد من الأهالي الذين أكدوا أن وجود الحفر الفنية المكشوفة، زادت من وجود الحشرات والعقارب التي تنتشر في أرجاء المخيم، ناهيك عن الأمراض الأخرى التي تسببها البيئة الملوثة هناك لها.

وذكروا أنهم يلجؤون إلى رش المبيدات الحشرية داخل خيامهم كوسيلة للوقاية من الحشرات السامة، إلا أنها ليست كافية للقضاء عليها بشكل كامل، ولكنها تبقى إحدى الحلول المؤقتة التي يملكونها لتجنب أطفالهم وعائلاتهم من مخاطر تلك الحشرات.

يذكر أن مخيمات الشمال السوري بنيت بشكل عشوائي كـ استجابة طارئة لاستيعاب الأهالي النازحين من بلداتهم في السنوات الماضية، فهي غير مؤهلة للسكن الدائم وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، غير أن الحرب دفعت بمئات آلاف العائلات للإقامة فيها منذ سنوات متأملين العودة إلى منازلهم في أقرب وقت.

مقالات ذات صلة