فساد وتزوير طال العملية التعليمة في ريف دمشق، آخرها تزوير أوراق امتحانات الدورة التكميلية التي أجريت للطلاب قبل أيام في منطقة “جرمانا” حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل، ذكر المراسل أن المسؤولين عن استلام الأوراق الامتحانية قاموا بتزويرها ووضع علامات إضافية لعدد من الطلاب، مقابل مبالغ مالية كبيرة حيث وصل الحال ببعضهم إلى وضع علامة شبه تامة مقابل مبالغ وصلت لـ ستة ملايين ليرة سورية.
وأكد أن عمليات الفساد والتزوير متفشية بشكل غير مسبوق خاصة بمركز “الدخانية” في جرمانا، ووصل الحال بالمسؤولين عن المراكز الامتحانية استبدال أوراق الإجابة لعدد من الطلاب بأوراق جديدة مجهزة بأجوبة كاملة قبيل وصولها إلى دائرة الامتحانات الرئيسية بالعاصمة دمشق، في إشارة إلى تفشي الفساد بشكل لا يوصف.
فضلاً عن ذلك، انتشرت عمليات الغش داخل القاعات الامتحانية دون أي رقيب أو حسيب رغم وجود المراقبين المسؤولية عن ضبط القاعة الامتحانية، حيث أكد أحد الطلاب الذين كانوا داخل القاعة في امتحانات الدورة التكميلي أن عدداً من المراقبين داخل القاعات قاموا بإعطاء بعض الطلاب الذين يخصونهم بأوراق صغيرة تحوي الأجوبة كاملة.
أثارت هذه التصرفات غضب كثير من الطلاب الموجودين في القاعة، حيث تقدموا بعدة شكاوى على المراقبين الذين شاركوا في الغش وتم تقديمها إلى وزير التربية ومدير التربية بريف دمشق وإلى دائرة الامتحانات لكنهم لم يتخذوا أي إجراء بحقهم أو حتى فتح تحقيق حول الموضوع.
وفي ذات السياق، كشفت نتائج الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في مناطق سيطرة النظام، الشهر الماضي أن أكثر من نصف العلامات التامة في الفرع العلمي للشهادة الثانوية حصل عليها أبناء المسؤولين والضباط ورجال أعمال مقربين من النظام، وذلك بعد نشر أسماء الطلاب الحاصلين على المراكز الأولى.
وحسب ما رصدته منصة SY24، فإن الأسماء التي نالت المراكز الأولى تؤكد حالة الفساد الذي وصل إليه ملف التعليم في مناطق سيطرة النظام، ولاسيما أن فترة الامتحانات شهدت حالة غش كبيرة، فضلاً عن تسريب الأسئلة لعدد من المواد، وتلاعب في عمليات التصحيح، خاصة طلاب الفرع العلمي
يذكر أن الفساد يتغلغل في مفاصل الحكومة السورية بما فيها التعليم، إذ تراجعت العملية التعليمية في سوريا منذ عام 2011، وانتشر تزوير الشهادات بشكل كبير، ما أثر على ترتيب الجامعات السورية، واعتماد الدول شهاداتها الجامعية أو الاعتراف بها.