تستمر معاناة السوريين المهاجرين والراغبين في الوصول إلى أوروبا، بتصدر واجهة الأحداث الإنسانية في الملف السوري بين فترة وأخرى.
وفي المستجدات، توفي ما لا يقل عن 10 سوريين وفُقد آخرون، جراء غرق قارب كان يقل 55 طالب لجوء في البحر الأبيض المتوسط، أثناء رحلة التوجه إلى أوروبا انطلاقاً من ليبيا باتجاه إيطاليا.
وكان اللافت للانتباه أن غالبية الضحايا هم من أبناء المنطقة الجنوبية “10 أشخاص من درعا، و16 من القنيطرة” إضافة إلى ضحايا من ريف دمشق (15 شخصاً).
وذكرت مصادر مقربة من الضحايا، أن القارب انطلق من سواحل مدينة زوارة في ليبيا، وغرق قبالة سواحل تونس، قبل أيام.
وأنقذ خفر السواحل التونسي، عدداً من طالبي اللجوء، في حين بقي نحو 16 شخصاً بينهم أطفال، من أرياف درعا والقنيطرة ودمشق، في عداد المفقودين.
وفي السياق وجّه أهالي 2 من القاصرين أحدهم يبلغ من العمر 12 عاماً والآخر 14 عاماً نداء استغاثة، حيث انقطع التواصل معهم بعد مغادرتهم من ساحل “زوارة” في ليبيا باتجاه إيطاليا وكان برفقتهم قارب آخر يحمل مهاجرين, حيث كان آخر اتصال بهم صباح السبت الفائت، حسب مقربين من أهالي الضحايا المفقودين.
وشاركت الناشطة الإنسانية “نوال صوفي” التي تساهم مع الفرق الإنسانية في إنقاذ المهاجرين السوريين وغيرهم من طالبي اللجوء إلى أوروبا، العائلات المنكوبة نداء الاستغاثة لمعرفة مصير المفقودين وخاصة الأطفال، وقالت “أفراد عائلتهم يائسون بعد غرق السفينة قبالة تونس”.
وتحدثت الناشطة نوال عن “وفاة ما لا يقل عن مهاجرين اثنين، واحد في العشرينات من العمر وطفل حديث الولادة، تم إنقاذ 13 آخرين في حصيلة أولية”، مبينة أن “حادثة الغرق وقعت على بعد 120 متراً فقط من شاطئ قابس في جنوب شرق تونس”.
وتباينت ردود الفعل عقب حادث الغرق المذكورة، بين من شعر بالألم والحزن على حال السوريين الذين باتت تجبرهم الظروف على ركوب قوارب الموت، وبين رافض لركوب الأطفال والقُصّر تلك القوارب ليصبحوا في عداد الضحايا والمفقودين.
ولا تعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها التي يذهب ضحيتها جراء ركوب قوارب الموت ضحايا من أبناء درعا، ففي حزيران/يونيو 2021، قضى نحو 20 شاباً وشابة من أبناء محافظة درعا، غرقاً في البحر المتوسط، خلال رحلتهم من ليبيا نحو إيطاليا.
ومؤخراً، تحدث لاجئون سوريون قصدوا ليبيا للهجرة منها نحو أوروبا، عن معاناتهم من عصابات التهريب التي تنشط على السواحل الليبية، إضافة إلى الظروف المأساوية في مراكز الاحتجاز.