يسكن كثير من الأهالي في المدن والأرياف شمال سوريا في أبنية غير مكتملة البناء والإكساء ، قسم منها تعرض لقصف سابق من قبل النظام وروسيا، تسبب في انهيار أجزاء منه، إضافة إلى السكن في أبنية خالية من الإكساء أي على (العضم) بسبب ارتفاع أجرة السكن ولاسيما في مدينة إدلب، كل ذلك ساهم بشكل مباشر في حالات سقوط عديدة من أعلى الأبنية والأسطح والشرفات، خاصة للأطفال وقد سجلت حالات وفاة كثيرة جراء ذلك.
وأكد “طارق علوش” متطوع في الدفاع المدني السوري لمراسلتنا أنه تم الاستجابة لعدة حالات سقوط من الأبنية بعضها أدى إلى الوفاة وقسم منها في حالة خطيرة.
وذكر أن الفرق استجابت اليوم الثلاثاء لحادث وقوع فتى من سطح منزله بقرية بيلون بريف إدلب، وتم إسعافه مباشرة إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج.
وأضاف أن الفرق في مثل هذه الحالات تقدم الإسعاف الأولي والنقل للمشافي مع نشر رسائل التوعية بضرورة تأمين الأسطح ومنع الأطفال من اللعب في الأماكن المرتفعة والشرفات غير المسورة بالحديد، كما أهاب بالأهالي بضرورة تأمين الأسطح بشكل جيد لتجنب وقوع حوادث مشابهة، مشيراً إلى أنه خلال اليومين الماضيين سجلت خمس حالات سقوط من المرتفعات من بينهم رضيع وطفلة، في مناطق عدة من ريف إدلب.
“حمزة” طفل في الثانية عشر من عمره، سقط قبل شهر من أعلى سطح منزله في إدلب أثناء قيامه بسحب خرطوم المياه من الصهريج لتعبئة خزان الماء، إذ لم يحتمل جسمه النحيل ثقل الخرطوم وهوى به أرضاً متسبباً له بكسور عدة في أنحاء جسده، إثر سقوطه من أعلى السطح.
تقول والدة “حمزة” في حديثها إلينا إن سطح منزلهم تعرض لقصف سابق تهدم جزء منه، إضافة إلى انهيار “التصوينة” مع عجزهم عن إصلاحها من جديد، بسبب ارتفاع تكاليف البناء، ما تسبب بوقوع ابنها وتعرض حياته للخطر.
إذ تقف التكاليف المرتفعة لإصلاح الأبنية أو تحصين الشرفات بالسور الحديدي حاجزاً يمنع الأهالي ولاسيما المستأجرين لوقت محدد من إصلاح تلك المنازل وتأهيلها بشكل جيد.
توفيت الطفلة “رهف المصطفى” العام الماضي قبل أن تكمل عامها السادس، إثر سقوطها من شرفة منزلها في مدينة إدلب، من الطابق الثاني،إذ تسبب لها الارتطام القوي بتمزق في الكبد والكلية رافقه نزيف داخلي أدى إلى وفاتها، تقول والدة رهف: إن “المنزل لم يكن مكتمل البناء، وغير مجهز بنوافذ و(دربزين) حديدي للشرفات، غير أن ضعف الحال جعلتهم يسكنون فيه رغم خطورته”.
لا يختلف الحال في عدد من المشاريع السكنية التي بنتها المنظمات الإنسانية، والتي يفتقر قسم منها إلى درج آمن للأسطح، والذي وضع عوضاً عنه سلما من الحديد وهو غير أمن حسب قول كثير من الأهالي، وتسببت هذه السلالم الحديدية بوقوع عشرات الإصابات معظمهم من الأطفال.