حالة من الفوضى الاقتصادية والمعيشية تشهدها عموم مناطق سيطرة النظام السوري، خاصة بعد زيادة الرواتب ورفع أسعار المحروقات، وموجة الغلاء التي تجتاح أسواق تلك المناطق.
ووسط كل ذلك، يطفو على سطح الأحداث الحياتية اليومية للمواطنين في مناطق النظام سؤال مفاده “هل ستدفع تلك الأزمات بالمواطنين لتنفيذ إضراب عام أو عصيان مدني؟”.
وكان اللافت للانتباه، دعوة الصحفي السوري الذي فرّ من مناطق النظام، كنان وقاف، إلى عصيان مدني وإغلاق المحلات وتوقف الموظفين عن الذهاب إلى الدوائر الحكومية، كمحاولة أخيرة من القاطنين في مناطق النظام، بحسب مقطع فيديو نشره على حسابه في “فيسبوك”.
يذكر أنه في شباط/فبراير 2022، نشر وقاف، الذي كان يعمل في صحيفة “الوحدة” التابعة للنظام السوري، تسجيلاً مصوراً على حسابه في فيسبوك يؤكد فيه مداهمة منزله من قبل قوات النظام، في محاولة لاعتقاله.
من جهته، الناشط السياسي مصطفى النعيمي قال لمنصة SY24، إن “مسارات الأزمة السورية في ظل نظام الحكم القائم مستمرة ولن تقف عند هذا الحد، بل ستبقى مستمرة وصولا إلى التخلص منه محليا وإقليميا ودوليا”.
وأضاف “ما نشاهده من أصوات تتعالى في الساحل السوري إلا جزءا من واقع مرير يمرون به، بحيث تشكل الحاضنة الاجتماعية الأكبر من حيث داعميه، ومع ذلك انتفضوا بسبب الجوع وعدم قدرة الأسد على إدارة البلاد”.
وتابع “أيضا هناك خشية حقيقية من تداعيات انهيارات سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، حيث قاربت 16 ألف مقابل الدولار الواحد وأصبح مسار الهجرة مفتوحا إثر تدهور الاقتصاد السوري وعدم إيفائه بتعهداته، لا سيما بعد مقابلته مع قناة سكاي نيوز عربية حيث ادّعى أن السبب الرئيسي لما يحصل في سوريا بأنه بموجب المؤامرة على الشعب، وأن المجتمع الدولي بتحمل تداعيات الوضع الإنساني في سورية”.
ورجّح النعيمي أن “تزداد وتيرة حالة التململ من الواقع، وستشمل الكتلة الضيقة المنتفعة والمحيطة برأس النظام، خاصة بعد أن رهن سوريا إلى إيران بشكل شبه كامل”.
وأقرّت ماكينات النظام الإعلامية بأزمة مواصلات خانقة سببت شللاً للحركة في مختلف المحافظات وعلى رأسها السويداء، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وإضراب سائقي وسائط النقل العامة و”السرافيس” عن العمل إلى حين رفع تسعيرة الركوب.
ومنذ ساعات صباح اليوم الخميس الأولى، تشهد محافظة السويداء حالة شلل تامة وإضراب عام شامل في كافة أرجائها، احتجاجاً على قرارات حكومة النظام الأخيرة، حيث قام سكان المحافظة بإغلاق غالبية الطرق الرئيسة والفرعية في مدن وبلدات وقرى المحافظة أمام حركة السير، حيث انضم غالبية السائقين للاحتجاج وامتنعوا عن التحرك.
ولم يتمكن غالبية الموظفين من الوصول إلى وظائفهم بسبب انقطاع الطرق، في حين أن كثيراً منهم التزم المنزل طواعية دعماً للإضراب، إضافة إلى الأنباء التي تتحدث عن قطع طريق “دمشق السويداء”.
وبدأت حالة من المخاوف تنتاب سكان المناطق الساحلية من الموالين للنظام، إذ أنذروا من خطر ارتفاع المحروقات الأخير على الأراضي الزراعية، حيث سيزيد ذلك من رقعة المساحات غير المستصلحة وغير المزروعة، بسبب الارتفاع الجنوني لأجور فلاحة دونم الأرض، حيث إنه من المتوقع أن تصل أجرة فلاحة الدونم الواحد إلى 300 ألف ليرة سورية أو يزيد، هذا إذا ما تم اعتبار أن دونم الأرض الزراعية يحتاج إلى فلاحتين، مما يعني أن كلفة الدونم ستصل إلى 600 ألف ليرة سورية، وكذلك المزيد من ارتفاع أسعار السلع والمنتجات الزراعية، حسب تقديراتهم.
بالمقابل، تشهد الليرة السورية نزيفاً حادا، إذ تراوح سعر صرف الدولار في أسواق دمشق بين 15300 ليرة سورية مبيع، و15100 ليرة سورية شراء، وفي أسواق حلب بين 15400 ليرة سورية مبيع، و15200 ليرة سورية شراء، وفي أسواق إدلب بين 15200 ليرة سورية مبيع، و15100 ليرة سورية شراء.