انطلقت مع ساعات الصباح الأولى الاحتجاجات والمظاهرات المناهضة للنظام السوري في مناطق متفرقة من محافظة السويداء، بالتزامن مع الاستجابة للدعوات التي أطلقها ناشطون لتنفيذ إضراب عام من قبل فعاليات اقتصادية وتجارية وخدمية في المنطقة.
وتشهد المحافظة حالة شلل تامة وإضراب عام يسود كافة أرجائها، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المتردي وفساد حكومة النظام وقراراتها التي أدت إلى أوضاع معيشية كارثية لا يحمد عقباها، بحسب أبناء المحافظة.
وحسب الأنباء الواردة، فإن جميع الدوائر الحكومية في بلدات وقرى المحافظة أغلقت أبوابها، إضافة إلى إغلاق المحتجين طريق “دمشق – السويداء”، إضافة للحديث عن تأجيل امتحانات طلاب الجامعة في فرع جامعة دمشق بالسويداء، بسبب التوتر الحاصل في محافظة السويداء.
وأكدت صفحات وشبكات إعلامية محلية ومنها “السويداء 24″، أن كافة المؤسسات والدوائر الحكومية في مدينة السويداء مغلقة بالكامل، بعد أن توزع عشرات المحتجين أمامها منذ الصباح الباكر مانعين فتحها، تزامناً مع إغلاق كافة الطرق المؤدية لمدينة السويداء من قبل أهالي قرى وبلدات المحافظة.
وأفادت أيضاً بإغلاق تام لجميع المحال التجارية في مدينة السويداء، تزامناً مع الإضراب العام الذي تشهده المحافظة.
وانطلقت في عدد من قرى المحافظة مظاهرات شعبية، حيث هتف المتظاهرون بشعارات متعددة من أبرزها “سوريا لينا وما هي لبيت الأسد”، وحمل بعضهم لافتات كتب عليها “بكفي ذل”، و”بطلنا صمود وتصدي”، و”انهضوا من أجل أولادكم” وغيرها من الشعارات والعبارات الأخرى.
وأكد ناشطون من محافظة السويداء المشاركة الواسعة في معظم مناطق محافظة السويداء بالإضراب العام، لافتة إلى أن الأهالي أغلقوا الطرق الرئيسية في القرى والمدن، وشلوا حركة السير في عموم مناطق المحافظة.
وانتشرت على جدران عدد من القرى والبلدات بمحافظة السويداء عبارات مناهضة للأسد والواقع المعيشي الصعب منها: “بكفي تجويع”، و”حقنا نعيش”، و”إضراب الكرامة”.
وتداولت مصادر متطابقة بياناً صادرا عن “أحرار جبل العرب” أعلنوا فيه البدء بالعصيان المدني العام والشامل لكافة القطاعات، ودعوة كافة أبناء المحافظات السورية أن يلبوا نداء العزة والكرامة عبر المشاركة الواسعة في هذا العصيان”.
كما أكدوا في البيان “عدم الاعتراف بالسلطة الحالية الفاسدة، واعتبار الحكومة السورية مغتصبة من قبل المحتل الروسي والميلشيات الإيرانية، ويلزم إنهاء خدماتها فورا باعتبارها مجموعة من العملاء المارقين”، إضافة إلى المطالبة بالإفراج عن كافة معتقلي الرأي في القطر السوري وإطلاق الحريات العامة.
وتأتي تلك الاحتجاجات عقب زيادة الرواتب التي أقرها رأس النظام السوري بشار الأسد بنسبة 100%، والتي سبقها رفع الدعم الحكومي عن كثير من السلع الضرورية، كما أعقبها رفع أسعار المحروقات، الأمر الذي أثر سلبا على حياة المواطن المعيشية وسط الأزمات التي تتفاقم يوما بعد يوم، بحسب خبراء اقتصاديين.